" صفحة رقم ١٩٦ "
وقال أبو عاصم : قال لي أبو وائل : أتدري ما أنعامٌ حرمت ظهورها ؟ قلت : لا. قال : لا يحجّون عليها.
وقال الضحاك : هي التي إذا ذكوها أهلوا عليها بأصنامهم ولا يذكرون إسم اللّه عليها ) إفتراءً عليه ( يعني إنهم كانوا يفعلون ذلك ويزعمون إن اللّه أمرهم به ) سيجزيهم بما كانوا يفترون }
الأنعام :( ١٣٩ ) وقالوا ما في.....
) وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا (.
قال ابن عباس والشعبي وقتادة : يعني ألبان النحائر كانت للذكور دون النساء فإذا ماتت اشترك في لحمها ذكورهم وإناثهم.
وقال السدي : يعني أخذ النحائر ما ولد منها أُخذ خالص للرجل دون النساء ( وأما ما ولد ميت فيأكله ) الرجال والنساء، ودخل الهاء في ( خالصة ) على التأكيد والمبالغة، كما فعل ذلك بالراوية والنسابة والعلامة.
قال الفراء : أُهلت الهاء لتأنيث الأنعام، لأن مافي بطنها مثلها، فأنث لتأنيثها قال : وقد يكون الخالصة كالعاقبة ومنه قوله ) إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار (، وقرأ عبد الله والأعمش : خالص لذكورنا بغير الهاء ردّاً إلى ما، وقرأ ابن عبّاس : خالصة بالإضافة ( ويخلص ) والخالصة والخليصة والخلصان واحد. قال الشاعر :
كنت أميني وكنت خالصتي
وليس كل إمرىء بمؤتمن
) ومحرّم على أزواجنا ( يعني النساء ) وإن يكن ميتةً ( قرأ أهل المدينة : تكن بالتاء، ميتةٌ بالرفع على معنى : وإن تقع الأنعام ميتة، وقرأ أهل مكّة : يكن بالياء، ميتة بالرفع على معنى : وإن يقع ما في بطون الأنعام ميتةً، وقرأ الأعمش : تكن بالتاء، ميتة نصباً على معنى : وإن يكن ( ما في بطون الأنعام ميتة ) وقرأ الباقون : يكن بالياء، ميتة بالنصب، ردّوه إلى ما يؤيّد ذلك قوله :) فهم فيه شركاء ( ولم يقل : فيها. ) سيجزيهم وصفهم ( أي بوصفهم وعلى وصفهم الكذب على الله كقوله ) وتصف ألسنتهم الكذب ( والوصف والصفة واحد كالوزن والزنة والوعد والعدة، ) إنّه حكيم عليم }
الأنعام :( ١٤٠ ) قد خسر الذين.....
) قد خسروا الذين قتلوا أولادهم سفهاً ( الآية نزلت في ربيعة ومضر وفي العرب الذين يدفنون بناتهم أحياء مخافة السبي والفقر، إلاّ ما كان من بني كنانة فإنّهم كانوا لا يفعلون ذلك


الصفحة التالية
Icon