" صفحة رقم ٢٠١ "
كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ ابَآؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَىْءٍ كَذاَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَاذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَْخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ( ٢
الأنعام :( ١٤٥ ) قل لا أجد.....
( ثمّ بيّن ) المحرمات فقال ) قل لا أجدُ في ما أُوحي إليَّ محرّماً ( أي شيئاً محرّماً ) على طاعم يطعمه ( آكل يأكله. وقرأ علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : يطعمه مثقلة بالطاء أراد يتطعّمه فأدغم، وقرأت عائشة على طاعم طعمه ) إلاّ أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً ( ( مهراقاً ) سائلاً. قال عمران بن جرير : سألت أبا مجلز عمّا يتلطخ من اللحم بالدم وعن القدر تعلوها حمرة الدم. قال : لا بأس به إنّما نهى الله سبحانه عن الدم المسفوح.
وقال إبراهيم : لا بأس الدم في عروق أو مخ إلاّ المسفوح الذي تعمّد ذلك، قال عكرمة : لولا هذه الآية لأتّبع المسلمون من العروق ما تتبّع اليهود ) أو لحم خنزير فإنَّه رجس ( خبيث ) أو فسقاً ( معصية ) أُهِلَّ ( ذبُح ) لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ٢ )
الأنعام :( ١٤٦ ) وعلى الذين هادوا.....
) وعلى الذين هادُوا ( يعني اليهود ) حرّمنا كلّ ذي ظفر (، وهو مالم يكن مشقوق الأصابع من البهائم والطير. مثل الإبل والنعّام والأوزة والبط.
قال ابن زيد : هو الإبل فقط. وقال القتيبي : هو كلّ ذي مخلب من الطيور وكل ذي حافر من الدواب، وقد حكاه عن بعض المفسّرين، وقيل : سمّي الحافر ظفراً على الاستعارة وأنشد قول طرفة :
فما رقد الولدان حتّى رأيته
على البكر يمريه بساق وحافر
فجعل الحافر موضع القدم.
وقرأ الحسن كل ذي ظفر مكسورة الظاء مسكنة الفاء. وقرأ ( أبو سماك ) ظِفِر بكسر الظاء والفاء وهي لغة.


الصفحة التالية
Icon