" صفحة رقم ٢١٨ "
َ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ( ٢
الأعراف :( ١١ ) ولقد خلقناكم ثم.....
) ولقد خلقناكم ( قال ابن عباس : خلقنا أصلكم وأباكم آدم ) ثمّ صوّرناكم ( في أرحام أُمهاتكم قال قتادة والربيع والضّحاك والسدي : أمّا خلقناكم فآدم وأمّا صوّرناكم فذرّيّته. قال مجاهد : خلقنا آدم ثمّ صوّرناكم في ظهر آدم.
وقال عكرمة : خلقناكم في أصلاب الرجال وصورناكم في أرحام النساء قال عطاء : خلقوا في ظهر آدم ثمّ صوروا في الأرحام.
وقال يمان : خلق الإنسان في الرحم ثمّ صوّره ففتق سمعه وبصره وأصابعه، فإن قيل : ما وجه قوله ) ثمّ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ( وإنّما خلقنا بعد ذلك وثمّ يوجب الترتيب والتراخي. كقول القائل : قمت ثمّ قعدت لا يكون القعود إلاّ بعد القيام.
قلنا : قال قوم : على التقديم والتأخير، قال يونس : الخلق والتصوير واحد (...... ) إلينا، كما نقول : قد ضربناكم وإنّما ضربت سيّدهم، قال الأخفش : ثمّ بمعنى الواو ومجازه : قلنا، كقول الشاعر :
سألت ربيعة من خيرها
أباً ثم آُماً فقالت لمّه
أراد أباً وأُمّا.
) فسجدوا ( يعني الملائكة ) إلاّ إبليس لم يكن من الساجدين ( لآدم فقال الله لإبليس حين امتنع من السجود لآدم
الأعراف :( ١٢ ) قال ما منعك.....
) قال ما منعك ألا تسجد ( قال بعضهم : لا زائدة ( وإن صلة ) تقدير الكلام : ما منعك السجود لآدم، لأن المنع يتعدّى إلى مفعولين قال الله عزّ وجلّ :) وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون (.
قال الشاعر :
ويلحينني في اللهو أن لا أحبه
وللهو داع دائب غير غافل


الصفحة التالية
Icon