" صفحة رقم ٢٢٦ "
قال قطرب : الريش والرياش واحد، كقولك دبغ ودباغ ولبس ولباس وحل وحلال وحرم وحرام، ويجوز أن يكون مصدراً من قول القائل : راشه إليه بريشه رياشاً.
والرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من المتاع والثياب و الفراش وغيرها. وقال ابن عباس : الرياش اللباس والعيش والنعيم. وقال الأخفش : الرياش الخصبة والمعايش.
) ولباس التقوى خير ( قرأ أهل المدينة والشام. والكسائي ولباس التقوى بالنصب عطفاً على الريش. وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء وخبره ( خير ).
وجعلوا ذلك صلة في الكلام، وكذلك قرأ ابن مسعود وأُبي بن كعب : ولباس التقوى خير. واختلفوا في لباس التقوى ماهو ( هل ) يدلّ على لباس التقوى ( الدرع ) والساعدان. والساقان. والآلات التي يتّقى بها في الحرب مع العدو.
وقال قتادة والسدي وابن جريج : لباس التقوى هو الإيمان. وقال معبد الجهني : هو الحياة. وأنشدني أبو القاسم ( السدوسي ) قال : أنشدني أبو عرابة الدوسي في معناه
إني كأني أرى من لا حيالة
ولا أمانة وسط الناس عُرياناً.
عطيّة عن ابن عباس : هو العمل الصالح وروى الذبال بن عمرو عن ابن عباس قال : هو السمت الحسن في الوجه.
وقال الحسن : رأيت عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) على منبر رسول الله ( ﷺ ) عليه قميص قوهي محلول الزر وسمعته يأمر بقتل الكلاب وينهى عن اللعب بالحمام، ثمّ قال : أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر، فإني سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( والذي نفس محمد بيده ماعمل أحدٌ قط سراً إلاّ ألبسه الله رداءه علانية إن خيراً فخير وإن شراً فشر ) ثمّ تلا هذه الآية ) وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ( قال : السمت الحسن.
وقال عروة بن الزبير : لباس التقوى خشية الله، ابن زيد : ستر للعورة يتقي الله فيواري عورته ) ذلك من آيات الله لعلّهم يذّكرون ( قال وهب بن منبه : الإيمان عريان لباسه التقوى وزينته الحياء وفاله ( الفقه ) وجماله العفّة، وثمره العمل الصالح.
الأعراف :( ٢٧ ) يا بني آدم.....
) يابني آدم لا يفتنّنكم الشيطان ( لا يعلّمنّكم ولا يستزلّنكم فتبدي برأيكم للناس في الطواف بطاعتكم. ) كما أخرج أبويكم من الجنّة ينزع عنهما لباسهما ليُريهما سوءاتهما ( ) إنّه ( يعني الشيطان ) يراكم ( يابني آدم ) هو وقبيله ( خيله وجنوده وهم الجن والشياطين.