" صفحة رقم ٢٦١ "
حقّها فذلك فسادها، فلمّا بُعث إليها شعيباً ودعاهم إلى الله صلحت الأرض وكلّ نبيّ بُعث إلى قومه فهو يدعوهم لإصلاحهم الذي ذكرت لكم وأمرتكم به.
) خير لكم إن كنتم مؤمنين ( مصدّقين بما أقول
الأعراف :( ٨٦ ) ولا تقعدوا بكل.....
) ولا تقعدوا بكل صراط ( ( يعني ) في هذا الطريق كقوله :) إن ربك لبالمرصاد ( ) توعدون ( تُهددون ) وتصدّون عن سبيل الله ( دين الله ) مَنْ آمن به وتبغونها عوجاً ( زيغاً وذلك أنّهم كانوا يجلسون على الطرق فيُخبرون مَنْ قصد شعيباً ليُؤمن به إنّ شعيباً كذّاب. فلا يفتنّنك عن ( ذلك ) وكانوا يتوعدون المؤمنين بالقتل ويخوّفونهم.
قال السدي وأبو روق : كانوا ( جبّارين ). قال عبد الرحمن بن زيد : كانوا يقطعون الطريق. وقال النبيّ ( ﷺ ) ( رأيت ليلة أُسري بي خشبة على الطريق لا يمرّ بها ثوب إلاّ شقّته ولا شيء إلاّ خرقته فقلت ما هذا يا جبرائيل ؟
قال : هذا مثل أقوام من أُمّتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثمّ تلا :) ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ( ) واذكروا إذ كنتم قليلا فكثّركم ( ( فكثّر بينكم ) ) وانظروا كيف كان عاقبة المُفسدين ( يعني آخر قوم لوط
الأعراف :( ٨٧ - ٨٨ ) وإن كان طائفة.....
) وإن كان طائفة منكم ( إلى قوله تعالى ) قال الملأ الذين استكبروا من قومه ( يعني الروءساء الذين تعالوا عن الإيمان به ) لنُخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا ( لترجعن إلى ديننا الذي نحن عليه وتدعون دينكم.
قال شعيب :) قال أولو كُنّا كارهين ( لذلك يعني ولو كنّا كارهين لذلك تجبروننا عليه فأُدخلت الف الاستفهام على ولو
الأعراف :( ٨٩ ) قد افترينا على.....
) قد أفترينا على الله كذباً إنّ عدنا في ملّتكم بعد إذ نجّانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها ( نرجع إليها بعد إذ أنقذنا الله منها ) إلاّ أن يشاء الله ربّنا ( تقول إلاّ أن يكون سبق لنا في علم الله ومشيئته أن نعود فيها فيمضي حينئذ قضاء الله فينا ( وينفذ ) حكمه وعلمه علينا ) وسع ربّنا كلّ شيء علماً ( أحاط علمه بكل شيء فلا يخفى عليه شيء كان ولا شيء هو كائن ) على الله توكلنا ( فيما تتوعدوننا به.
واختلف العلماء في معنى قوله ) أو لتعودن في ملتنا ( وقوله ) وما يكون لنا أن نعود فيها ( فقال بعضهم : معناه أو لتدخلن فيها ولن تدخل ( إلاّ ) إن يشاء الله ربّنا فيضلنا بعد إذ هدانا.
وسمعت أبا القاسم الحسين بن محمد الحبيبي يقول : سمعت عليّ بن مهدي الطبري بها يقول : إنّ عدنا في ملّتكم أي صرنا، لا أن نعود، يكون ابتداء ورجوعاً.
قال أُميّة بن أبي الصلت