" صفحة رقم ٢٦٥ "
أن أهل القرى آمنوا واتّقوا ( يعني وحدوا الله وأطاعوه ) لفتحنا عليهم بركات من السماء ( يعني المطر ) والأرض ( يعني النبات، وأصل البركة المواضبة على الشيء تقول : برك فلان على فلان إذا ( أجابه، وبركات الأرض أي ) تابعنا عليهم بالمطر والنبات والخصب ورفعنا الحرث والقحط ) ولكن كذّبوا فأخذناهم ( فجعلنا لهم العقوبات ) بما كانوا يكسبون ( من الكفر والمعصية والأعمال الخبيثة.
الأعراف :( ٩٧ ) أفأمن أهل القرى.....
) أفأمِنَ أهل القرى ( الذين كفروا وكذّبوا ) أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ( آمنون.
الأعراف :( ٩٨ ) أو أمن أهل.....
) أو أمِن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً ( نهاراً ) وهم يلعبون ( لاهون.
الأعراف :( ٩٩ ) أفأمنوا مكر الله.....
) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر اللهِ إلاّ القوم الخاسرون ( ومعني ( مكر ) استدراج القوم بما أراهم في دنياهم.
قال قتادة : مكر الله استدراجه بطول الصحة وتظاهر النعم، وقال عطيّة : يعني أخذه وعذابه، وحكى ( الشبلي ) أنه سئل عن مكر الله فأجاب بقول
محبتك لا ببعضي بل بكلي
وإن لم يبقَ حبك لي حراكاً
ومقبح من موالد ليفع
ل سنتي ويفعله فيحسن
فقال السائل : اسأله عن آية من كتاب الله ويجيبني من الشعر فعلم الشبلي أنه لم يفطن لما قال، فقال : يا هذا (.... ) إياهم على ما هم فيه.
الأعراف :( ١٠٠ ) أولم يهد للذين.....
) أوَلم يهد ( قرأ أبو عبد الرحمن وقتادة ويعقوب في رواية زيد ( نهد ) بالنون على التعظيم والباقون بالياء على ( التفريد ) ) للذين يرثون ( يستخلفون في ) الأرض ( بعد هلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها فساروا بسيرتهم (.... ) ربّهم ) أن لو نشاء أصبناهم ( أهلكناهم ) بذنوبهم ( بما أهلكنا من قبلهم ) ونطبع ( نختم ) على قلوبهم فهم لا يسمعون ( الهدى ولا يقبلون الموعظة
الأعراف :( ١٠١ ) تلك القرى نقص.....
) تلك القرى ( هذه القرى التي ذكرت لك وأهلكناهم وهي قرى نوح وعاد وثمود وقوم لوط وشعيب ) نقص عليك من أنبائها ( نخبرك أخبارها ) ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ( ( بالآيات والعلامات والدلالات ) ) فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ( اختلف في تأويله.
قال أُبي بن كعب : معناه فما كانوا ليؤمنوا عند مجئ الرسل بما سبق في علم الله أنّهم يكذّبون به يوم أقرّوا له بالميثاق حين أخرجهم من صلب آدم.
وقال ابن عباس والسدي : يعني فما كان هؤلاء الكفار الذين أهلكناهم ليؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذبوا من قبل يوم أخذ ميثاقهم حتّى أخرجهم من ظهر آدم فآمنوا كرهاً وأقروا باللسان وأظهروا التكذيب