" صفحة رقم ٢٧٥ "
وقال أبو العالية : إنّه أكل من لحاء الشجرة فأمره الله عزّ وجلّ بصوم عشرة أيام من ذي الحجّة. وقال : أما علمت أن خلوق فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك، فكان فتنتهم في العشر التي زادها الله عز وجل
الأعراف :( ١٤٣ ) ولما جاء موسى.....
) ولما جاء موسى لميقاتنا ( أي الوقت سأله أن يكلمه فيه والميقات مفعال من الوقت كالميعاد والبلاد انقلبت الواو ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها.
قال المفسّرون : إنّ موسى ( عليه السلام ) تطهّر وطهّر ثيابه لميعاد ربه فلما أتى بطور سيناء ) وكلمه ربه ( وناجاه وأدناه حتّى سمع حروف القلم فاستجلى كلامه واشتاق ( إلى رؤيته ) وطمع فيها ) قال ربّي أرني أنظر إليك ( قال ابن عباس : أعطني أنظر إليك ) قال ( الله تعالى ) لن تراني ( وليس بشراً ( لا ) يطيق النظر إليّ في الدنيا، من نظر إليّ مات، فقال له : سمعت كلامك واشتقت إلى النظر إليك ( فلئن ) أنظر إليك وأموت أحب إليّ من أن أعيش ولا أراك فقال الله تعالى ) ولكن انظر إلى الجبل ( فهو أعظم جبل بمدين يُقال له : زبير فلمّا سمعت الجبال ذلك تعاظمت رجاء أن يتجلّى منها الله لها وجعل زبير يتواضع من تبيان فلمّا رأى الله تعالى تواضعه رفعه من بينهما وخصّه بالتجلّي.
قال السدي : لمّا كلّم الله موسى خاض الخبيث إبليس في الأرض حتّى خرج بين قدمي موسى فوسوس إليه وقال : إن مكلمك الشيطان فعند ذلك سأل الرؤية فقال الله تعالى : لن تراني (...... ) تعلّقت (...... ) الرؤية بهذه الآية، ولا دليل لهم فيها لأنّ ( لن ) ههنا لا توجب التأبيد وإنما هي للتوقيت لقوله تعالى حكاية عن اليهود ) لن يتمنوه أبداً بما قدمت ( يعني الموت ثمّ حكى عنهم أنهم يقولون لمالك ) يا مالك ليقض علينا ربّك (. و ) ياليتها كانت القاضية ( يعني الموت، وقال سبحانه ) لن تنالوا البر ( يعني الجنّة ) حتّى تنفقوا مما تحبون ( وقد يدخل الجنّة مَنْ لا يُنفق ممّا ( علمت ) فمعنى الآية لن تراني في الدنيا وإنما تراني في العقبى.
قال عبد العزيز بن يحيى : قوله ) لن تراني ( جواب قول موسى ( أرني أنظر إليك ) ولا تقع على الآخرة، لأن موسى لم يقل أرني أنظر إليك في الآخرة إنما سأله الرؤية في الدنيا فأُجيب عما سأل ولا حجّة فيه لمَنْ أنكر الرؤية.
وقيل : معنى ) لن تراني ( أي لا تقدر أن تراني، وقيل : معناه لن تراني بعين فانية وإنما تراني بعين باقية، وقيل : لن تراني قبل محمد وأُمته وإنما تراني بعد محمد وأُمته، وقيل : معناه