" صفحة رقم ٢٨٢ "
إني أجد أُمةً إذا همَّ أحدهم بحسنة لم يعملها كتبت له حسنة مثلها، وإن عملها ضعف عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فإذا هَمّ بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه وإن عملها كتبت سيئة مثلها.
قال : اجعلهم أُمتي ؟ قال : هي أُمة أحمد يا موسى، قال الحبر : نعم.
قال كعب : أنشدك الله تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة وقال : ربِ إنّي أجد أُمّة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب الذين اصطفيناهم، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فلا أجد منهم أحداً إلاّ مرحوماً. اجعلهم أُمّتي ؟ قال : هي أُمة أحمد يا موسى، قال الحبر : نعم.
قال كعب : أنشدك الله تجد في كتاب الله المنزل أنّ موسى نظر في التوراة قال : ربِ إنّي أجد في التوراة أُمة مصاحفهم في صدورهم يلبسون ألوان ثياب أهل الجنّة، يصفون في صلواتهم صفوف الملائكة أصواتهم ( في مساجدهم ) كدوي النحل، لا يدخل النار منهم أحداً أبدٌ إلا من يرى الحساب مثل ما يرى الحجر من وراء الشجر، قال موسى : فاجعلهم أُمتي ؟ قال : هي أمة أحمد ياموسى. قال الحبر : نعم.
فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله تبارك وتعالى محمداً ( ﷺ ) قال : يا ليتني من أصحاب محمد فأوحى الله عزّ وجلّ ثلاث آيات يرضيه بها هي ) يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس ( إلى قوله ) دار الفاسقين ( ) ومن قوم موسى أُمّة يهدون بالحق وبه يعدلون ( قال : فرضى موسى كل الرضا.
الأعراف :( ١٤٥ ) وكتبنا له في.....
قوله تعالى ) وكتبنا له ( يعني لموسى ) في الألواح (.
قال الربيع بن أنس : كانت ألواح موسى ( عليه السلام ) من برد، وقال ابن جريج : كانت من زمرّد أمر الله تعالى جبرئيل حتّى جاء بها من عدن يكتبها بالقلم الذي كتب به ( الذكر فاستمد ) من بحر النور فكتب له الألواح.
وقال الكلبي : كانت الألواح زبرجداً خضراء وياقوتة حمراء كتب الله فيها ثماني عشرة آية من بني إسرائيل وهي عشر آيات في التوراة. قال وهب : أمره الله تعالى بقطع الألواح من صخرة صماء ليّنها الله له فقطعها بيده ثمّ شقها بإصابعه وسمع موسى صرير القلم بالكلمات العشر، وكان ذلك أول يوم من ذي القعدة وكانت الألواح عشرة على طول موسى ( عليه السلام ).
وقال مقاتل وكعب ) وكتبنا له في الألواح ( كنقش الخاتم وكتب فيها : إني أنا الله الرحمن الرحيم لا تشركوا بي شيئاً من أهل السماء ولا من أهل الأرض فإنّ كل ذلك خلقي ولا تقطعوا


الصفحة التالية
Icon