" صفحة رقم ٢٨٨ "
وقال آخر :
اخترتك للناس إذ رثت خلائقهم
واعتل مَنْ كان يُرجى عنده السؤل
أي من الناس، واختلفوا في سبب اختيار موسى السبعين.
وقال السدي : أمر الله أن سيأتيه في ناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل ووعد موعداً، واختار موسى من قومه ) سبعين رجلاً ( ثمّ ذهب إليه ليعتذر فلمّا أتوا ذلك المكان قالوا : لن نؤمن لك حتّى نرى الله جهرة وإنّك قد كلّمته فأرناه فأخذتهم الصاعقة فماتوا.
وقال ابن إسحاق : اختارهم ليتوبوا إليه مما صنعوه ويسألوه التوبة على من تركوا وراءهم من قومهم.
وقال مجاهد : اختارهم لتمام الموعد.
وقال وهب : قالت بنو إسرائيل لموسى ( عليه السلام ) : إن طائفة يزعمون أنّ الله لا يكلمك ولو كلمك فأقمت لكلامه ألم ترَ أنّ طائفة منّا سألوه النظر إليه فماتوا فلا تسأله أن ( ينزل ) طائفة منّا حتّى يكلمك فيسمعوا كلامه فيؤمنوا وتذهب التهمة، فأوحى الله تعالى إلى موسى ( عليه السلام ) أن اختر من خيارهم سبعين رجلاً، ثمّ ارتق بهم إلى الجبل أنت وهرون. واستخلف على بني إسرائيل يوشع بن نون يقول كما أمر الله تعالى واختار سبعين رجلاً.
روى المنهال عن الربيع بن حبيب قال : سمعنا أبا سعيد الرقاشي وقرأ هذه الآية قال : كان السبعون ابناً ما عدا عشرين. ولم يتجاوز الأربعين. وذلك أن ابن عشرين قد ذهب ( جماله ) وصباه وأنّ من لم يتجاوز الأربعين لم يعد من عقله شيءٌ. وقال الآخرون : كانوا شيوخاً.
قال الكلبي : اختار موسى سبعين رجلاً لينطلقوا إلى الجبل فلم يصب إلاّ ستين شيخاً وأوحى الله تعالى إليه أن يختار من الشباب عشرة فاختار وأصبحوا شيوخاً فاختار من كل سبط ستّة رهط فصاروا اثنين وسبعين.
فقال موسى : إنّما أمرت سبعين رجلاً فاستخلف منكم رجلان فتشاجروا على ذلك. فقال : إن لِمن قعد مثل أجر من خرج، فقعد رجلان أحدهما كالب بن ( يوقيا ) والآخر يوشع بن نون.
فأمر موسى السبعين أن تصوموا وتطهروا، وتطهّروا ثيابكم ثمّ خرج بهم إلى طورسيناء لميقات ربّه وكان لا يأتيه إلاّ بإذن منه وذلك قوله تعالى :) واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ( ) فلمّا أخذتهم الرجفة ( اختلفوا في كيفية هذه الرجفة وسبب أخذها إياهم.
فقال ابن إسحاق والسدي : إنّهم لمّا أتوا ذلك المكان قالوا لموسى : اطلب لنا نسمع كلام


الصفحة التالية
Icon