" صفحة رقم ٣١٠ "
وأقام القوم ( به أُمّة ) فرفعهم كقوله :) واسأل القرية ( ) وأنفسهم كانوا يظلمون ( إلى قوله تعالى
الأعراف :( ١٧٨ - ١٧٩ ) من يهد الله.....
) ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس ( وإنما قال ذلك لنفاد علمه فيهم بأنهم يصيرون إليها بكفرهم بربهم ويُسمّي بعض أهل المعاني هذه اللام لام ( الصيرورة ) فيه كقوله :) فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً (. وأنشدوا :
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
( ودورنا ) لخراب الدهر نبنيها
وقال الآخر :
فللموت تغدو الوالدات سخالها
كمالخراب الدهر تبنى المساكن
وروى عبد الله بن عمرو عن النبييّصلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال :( إن الله تعالى كما ذرأ لجهنم ما ذرأ كان ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم )، ثمّ وصفهم فقال ) لهم قلوب لا يفقهون بها ( ولا يعلمون الخير والهدى ) ولهم أعين لا يبصرون بها ( طريق الحق والرشاد ) ولهم آذانٌ لا يسمعون بها ( مواعظ الله والقرآن فيفكرون ويعتبرون بها فيعرفون بذلك توحيد الله ثمّ يعملون بتحقيق ( النبوّة ) فآتينا بهم ثمّ ضرب لهم مثلاً في الجهل والاقتصاد على الشرب والأكل وبعدهم من موجبات العمل. وقال عز من قائل ) أُولئك كالأنعام بل هم أضل ( لأن الأنعام تعرف ربها وتذكره ويطيعوه والكافرون لا يعرفون ربهم ولا يطيعونه وفي الخبر :( كل شيء أطوع لله من ابن آدم ).
) أُولئك هم الغافلون (
) وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىأَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ وَأَنْ عَسَىا أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( ٢
الأعراف :( ١٨٠ ) ولله الأسماء الحسنى.....
) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ( قال مقاتل : وذلك أن رجلاً دعا الله في صلاته ودعا الرحمن، فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً فما


الصفحة التالية
Icon