" صفحة رقم ٣١٤ "
تعالى
الأعراف :( ١٨٨ ) قل لا أملك.....
) قل ( يامحمد ) لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ( أي اجتناب نفع ولا دفع ) إلاّ ما شاء الله ( أي أملكه بتمليكه إياي ) ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ( يعني المال وتهيأت لسنة القحط ما يكفيها ) وما مسّني السوء ( وما مسّني الله ( بسوء ).
وقال ابن جريج :) قل لا أملك نفعاً ولا ضراً ( يعني الهدى والضلالة ولو كنت أعلم الغيب متى أموت لاستكثرت من الخير من العمل الصالح وما مسّني السوء.
قال ابن زيد : فاجتنبت ما يكون من الشر وأتقيه. قال بعض أهل المعاني :( لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من معرفته حتّى لا يخفى عليّ شيء ) وما مسني السوء ( يعني التكذيب.
وقال مقاتل : هذا متصل بالكلام الأول معناه : لا أقدر أن ( أسوق ) لنفسي خيراً أو أدفع عنها شراً حتّى ينزل بي فكيف أعلم وأملك علم الساعة ؟ وتمام الكلام قوله : لاستكثرت من الخير، ثم ابتدأ فقال :( وما مسّني السوء ) ( يعني الجنون ).
وقيل يعني لم يلحقني تكذيب ) إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون ( يصدقون.
٢ ( ) هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ ( ٢
الأعراف :( ١٨٩ ) هو الذي خلقكم.....
) هو الذي خلقكم من نفس واحدة ( يعني آدم ( عليه السلام ) ) وجعل منها زوجها ( خلق منها حواء ) ليسكن إليها ( يستأنس إليها ويأوي إليها لقضاء حاجته ) فلما تغشاها ( واقعها وجامعها ) حملت حملاً خفيفاً ( وهو ماء الرجل خفيف عليها ) فمرّت ( أي استمرت ) به ( وقامت وقعدت ولم تكترث بحملها، يدل عليه قراءة ابن عباس : فاستمرت به.
وقال قتادة :( فمرّت به ) أي استبان حملها. وقرأ يحيى بن يعمر ( فمرت ) خفيفة الراء من لمرية أي : شكّت أحملت أم لا ؟ ) فلما أثقلت ( أي كبر الولد في بطنها وتحرك وصارت ذات ثقل بحملها كما يقال : أثمر إذا صار ذا ثمر ) دعوا الله ربّهما ( يعني آدم وحواء ) لئن آتيتنا ( ياربنا ) صالحاً (.
قال الحسن : غلاماً ذكراً. وقال الآخرون : بشراً سويّاً مثلنا ) لنكونن من الشاكرين ( وذلك أنهما أشفقا أن يكون بهما أو شيئاً سوى آدمي أو غير سوي.


الصفحة التالية
Icon