" صفحة رقم ٣٢٩ "
مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَْقْدَامَ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذاَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذاَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ( ٢
الأنفال :( ٥ ) كما أخرجك ربك.....
) كما أخرجك ربُّك من بيتك ( اختلفوا في الجالب لهذه الكاف التي في قوله : كما، فإما الذي شبه بإخراج الله نبيّه من بيته ) بالحق ( قال عكرمة : معنى ذلك فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن ذلك خير لكم كما كان إخراج الله تعالى محمد من بيته بالحق خيراً لكم وإن كرهه فريق منكم.
وقال مجاهد : كما أخرجك ربّك يا محمد من بيتك بالحق على كره فريق من المؤمنين كذلك يكرهون القتال ويجادلونك فيه، أي أنّهم يكرهون القتال ويجادلونك فيه كما فعلوا ببدر.
وقال بعضهم : أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون.
وقيل : معناه يسألونك عن الأنفال مجادلة كما جادلوك يوم بدر فقالوا : أخرجت العير ولم تعلمنا قتالاً ) فنسخطه ).
وقيل : معناه أُولئك هم المؤمنون حقّاً كما أخرجك ربّك من بيتك بالحق.
وقال بعضهم : الكاف بمعنى ( على ) تقديره : أمض على الذي أخرجك ربّك.
قال ابن حيّان : عن الكلبي وقال أبو عبيدة : هي بمعنى القسم مجازها : الذي أخرجك من بيتك بالحق. وقيل : الكاف بمعنى ( إذ ) تقديره : وإذ أخرجك ربّك من بيتك بالمدينة إلى بدر بالحق.
) وإنّ فريقاً من المؤمنين لكارهون ( لطلب المشركين
الأنفال :( ٦ ) يجادلونك في الحق.....
) يُجادلونك في الحق ( أي في القتال وذلك أن المؤمنين لمّا أيقنوا ( الشوكة ) والحرب يوم بدر وعرفوا أنّه القتال كرهوا ذلك وقالوا : يا رسول الله إنّه لم تعلمنا إنّا نلقي العدو فنستعد لقتالهم وإنّما خرجنا للعير فذلك جدالهم ) من بعد ما تبيّن لهم ( إنّك لا تصنع إلاّ ما أمر الله به.


الصفحة التالية
Icon