" صفحة رقم ٣٣٤ "
وقال رسول الله ( ﷺ ) ( لم أبعث لأعذب بعذاب الله وإنّما بُعثت لضرب الرقاب وشدّ الوثاق ).
وقال بعضهم : معناه : فاضربوا على الأعناق، ( فوق ) بمعنى على. وقال عكرمة : معناه فاضربوا الرؤوس فوق الأعناق. وقال ابن عباس : معناه واضربوا فوق الأعناق أي على الأعناق، نظيره قوله ) فإن كن نساء فوق اثنتين ( أي اثنتين فما فوقهما.
) واضربوا منهم كلّ بنان ( قال عطيّة : يعني كل مفصل.
وقال ابن عباس وابن جريج والضحاك : يعني الأطراف والبنان جمع بنانه، وهي أطراف أصابع اليدين والرجلين واشتقاقه من أَبَنَ بالمقام إذا قام به.
قال الشاعر :
ألا ليتني قطعت منه بنانه
ولاقيته في البيت يقظان حاذراً
وقال يمان بن رئاب :) فاضربوا فوق الأعناق ( يعني الصناديد ) واضربوا منهم كل بنان ( يعني السفلة، والصحيح : القول الأوّل. قال أبو داود المازني وكان شهد بدراً : اتّبعت رجلا من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يديّ قبل أن يصل سيفي فعرفت أنّه قتله غيري.
وروى أبو أُمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال : لقد رأيت يوم بدر وأن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
وقال ابن عباس : حدثني رجل عن بني غفار قال : أقبلت أنا وابن عم لي حتّى صعدنا في جبل ليشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الواقعة على مَنْ يكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب.
قال : فبينما نحن في الجبل إذ دنت منّا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل. فسمعت قائلا يقول : أقدم حيزوم قال فأمّا ابن عمّي فانكشف قناع قلبه فمات أمّا أنا فكدت أهلك ثمّ تماسكت.
وقال عكرمة : قال أبو رافع مولى رسول الله ( ﷺ ) كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمتْ أم الفضل وأسلمتُ وكان العباس يهاب قومه ويكره أن يخالفهم وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرّق في قومه وكان أبو لهب عدوّ الله قد تخلّف