" صفحة رقم ٣٣٦ "
العقاب ( أي هذا العقاب الذي أعجلته لكم أيّها الكفّار
الأنفال :( ١٤ ) ذلكم فذوقوه وأن.....
) فذوقوه ( عاجلا ) وأن للكافرين ( في المعاد ) عذاب النار ( وفي فتح ( أن ) وجهان من الإعراب أحدهما الرفع والأخر النصب :
فأمّا الرفع فعلى تقدير ذلكم تقديره : ذلكم يذوقوه، وذلك أن للكافرين عذاب النار.
وأمّا النصب فعلى وجهين : أحدهما : بمعنى فعل مضمر : ذلكم فذوقوه وأعلموا وأيقنوا أن للكافرين.
والأخر بمعنى : وما للكافرين فلما حذف الياء نصب.
٢ ( ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَاكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاَءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذالِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ( ٢
الأنفال :( ١٥ ) يا أيها الذين.....
) يا أيُّها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً ( أي ) مخفقين ( متزاحفين بعضكم إلى بعض والتزاحف التداني والتقارب.
قال الأعشى :
لمن الضعائن سيرهن زحيف
عرم السفين إذا تقاذف مقذف
والزحف مصدر ولذلك لم يجمع كقولهم : قوم عدل ورضى ) فلا تولّوهم الأدبار ( يقول : فلا تولّوهم ظهوركم فتنهزموا عنهم ولكن اثبتوا لهم
الأنفال :( ١٦ ) ومن يولهم يومئذ.....
) ومَنْ يولهم يومئذ دبره ( ظهره وقرأ الحسن ساكنة ) إلاّ مُتحرّفاً لقتال ( أي متعطّفاً مستطرداً لقتال عدوّه بطلب عورة له تمكنه إصابتها فيكرّ عليه.
) أو متحيّزاً ( منضمّاً صابراً ) إلى فئة ( جماعة من المؤمنين يفيئون به بسهم إلى القتال ) فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير ( واختلف العلماء في حكم قوله ) ومَنْ يولّهم يومئذ دبره ( الآية هل هو خاص في أهل بدر أم هو في المؤمنين جميعاً.
فقال أبو سعيد الخدري : إنّما كان ذلك يوم بدر خاصة لم يكن لهم