" صفحة رقم ٣٤٥ "
أموالكم وأولادكم فتنة ( فإيّكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلاّت الفتن.
حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( يكون من ناس من أصحابي إساءة يغفرها الله لهم بصحبتهم إياي يستنّ بهم فيها ناس يعذبهم فيدخلهم الله بها النار ).
يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريره قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( لا تقوم الساعة حتّى تأتي فتنة ( عمياء مظلمة ) المضطجع فيها خير من الجالس والجالس فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ).
فقال رجل من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يا رسول الله إن أدركتني ( وأنا مضطجع ) قال :( فامش ).
قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا أمشي. قال ( ارقد ) قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا راقد فأجلس. قال : أفرأيت إن أدركتني وأنا جالس.
قال :( فقل هكذا بيدك، وضم يديه إلى جسده، حتّى تكون عند الله المظلوم ولا تكون عند الله الظالم ).
عن زيد بن أبي زياد عن زيد بن الأصم عن حذيفه قال : أتتكم فتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها كل شجاع بطل وكل راكب موضع وكل خطيب مشفع
الأنفال :( ٢٦ ) واذكروا إذ أنتم.....
) واذكروا إذ أنتم قليل ( في العدد ) مستضعفون في الأرض ( أرض مكّة في عنفوان الإسلام ) تخافون أن يتخطّفكم ( يُذهب بكم ) الناس ( كفّار مكّة، وقال وهب : فارس والروم ) فآواكم ( إلى المدينة ) وأيّدكم بنصره ( يوم بدر أيدكم بالانتصار وأُمدّكم بالملائكة ) ورزقكم من الطيّبات ( يعني الغنائم أجالها لكم ولم يجلها لأحد قبلكم ) لعلّكم تشكرون (.
قال قتادة : كان هذا الحي من العرب أذلّ الناس ذلاًّ وأشقاهم عيشاً وأجوعهم بطناً وأغراهم جلوداً وآمنهم ضلالا، من عاش منهم عاش شقياً ومن مات منهم ردى في النار مكعوبين على رأس الحجرين الأشدين فارس والروم.
يؤكلون ولا يأكلون وما في بلادهم شيء عليه يحسدون، والله ما نعلم قبيلاً من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا شر منزلاً منهم حتّى جاء الله عزّ وجلّ بالاسلام فمكن في البلاد ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكاً على رقاب الناس