" صفحة رقم ٣٥١ "
إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ( ٢
الأنفال :( ٣٢ ) وإذ قالوا اللهم.....
) وإذ قالوا اللّهم ( الآية نزلت أيضاً في النضر بن الحرث بن علقمة بن كندة من بني عبد الدار.
قال ابن عباس : لمّا قصّ رسول الله ( ﷺ ) شأن القرون الماضية، قال النضر : لو شئت لقلت مثل هذا إنْ هذا إلاّ أساطير الأوّلين في كتبهم.
فقال عثمان بن مظعون : اتق الله فإن محمداً يقول الحق. قال : فأنا أقول الحق. قال : فإن محمداً يقول : لا إله إلاّ الله. قال : فأنا أقول لا إله إلاّ الله. ولكن هذه شأن الله يعني الاصنام. فقال رسول الله ( ﷺ ) ) إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين ( قال النضر : ألا تَرون أن محمداً قد صدقني فيما أقول يعني قوله ) إن كان للرحمان ولد (.
قال له المغيرة بن الوليد : والله ما صدّقك ولكنه يقول ما كان للرحمن ولد.
ففطن لذلك النضر فقال : اللّهمّ إن كان هذا هو الحق من عندك.
) إن كان هذا هو الحق من عندك ( ) هو ( عماداً وتوكيد وصلة في الكلام، و ) الحق ( نصب بخبر كان ) فأمطر علينا حجارة من السماء ( كما أمطرتها على قوم لوط.
قال أبو عبيدة : ما كان من العذاب. يقال : فينا مطر ومن الرحمة مطر ) أو إئتنا بعذاب أليم ( أي بنفس ما عذبت به الأُمم وفيه نزل :) سأل سائل بعذاب واقع (.
قال عطاء : لقد نزل في النضر بضعة عشرة آية من كتاب الله فحاق به ما سأل من العذاب يوم بدر.
قال سعيد بن جبير : قال رسول الله ( ﷺ ) يوم بدر :( ثلاثة صبروا منكم من قريش المطعم بن عدي. وعقبة بن أبي معيط. والنضر بن الحرث ).
وكان النضر أسير المقداد فلمّا أمر بقتله قال المقداد : أسيري يا رسول الله، فقال رسول الله ( ﷺ ) ( إنّه كان يقول في كتاب الله ما يقول ) قال المقداد : أسيري يا رسول الله، قالها ثلاث مرّات. فقال رسول الله ( ﷺ ) في الثالثة :( اللّهمّ اغن المقداد من فضلك ).
فقال المقداد : هذا الذي أردت.


الصفحة التالية
Icon