" صفحة رقم ٣٦٨ "
الأنفال :( ٥٢ ) كدأب آل فرعون.....
) كدأب آل فرعون ( قال ابن عباس : كفعل آل فرعون، وقال الضحاك : كصنيعهم، وقال مجاهد، وعطاء : كسنّتهم، وقال يمان : كمثلهم يعني أن أهل بدر فعلوا كفعل آل فرعون من الكفر والذنوب، ففعل الله بهم كما فعل بآل فرعون من الهلاك والعذاب، وقال الكسائي : كما أن آل فرعون جحدوا كما جحدتم وكفروا كما كفرتم. قال الاخفش، والمؤرخ، وأبو عبيدة : كعادة آل فرعون.
) وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ فَأخَذَهُمُ اللهُ ( فعاقبهم الله ) بِذُنُوبِهِمْ إنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ العِقَابِ }
الأنفال :( ٥٣ ) ذلك بأن الله.....
) ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ (.
قال الكلبي : يعني أهل مكة، أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، وبعث إليهم محمداً ( عليه السلام ) فغيّروا نعم الله، وتغييرها أن كفروا بها وتركوا شكرها، وقال السدّي : نعمة الله محمد ( ﷺ ) أنعم به على قريش فكذبوه وكفروا به فنقله إلى الأنصار.
) وَأنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
الأنفال :( ٥٤ ) كدأب آل فرعون.....
) كَدَأبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ( من كفار الامم ) كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ( بعضاً بالرجفة وبعضاً بالخسف وبعضاً بالمسخ وبعضاً بالحصى وبعضاً بالماء، فكذلك أهلكنا كفار مكة بالسيف والذل ) وَأغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ( الآية
الأنفال :( ٥٦ ) الذين عاهدت منهم.....
) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ (.
سمعت أبا القاسم بن حبيب، سمعت أبا بكر عبدش يقول : من هاهنا صلة الذين عاهدتهم، وسمعته يقول سمعت المنهل بن محمد بن محمد بن الاشعث يقول : دخلت بين لأن المعنى : الذين أخذت منهم العهد، وقيل : عاهدت منهم أي معهم ) ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّة ( وهم بنو قريظة، نقظوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله ( ﷺ ) وأعانوا مشركي مكة بالسلاح على قبال النبي ( ﷺ ) وأصحابه، ثم قالوا : نسينا وأخطأنا، ثم عاهدهم الثانية فنقضوا العهد ومالوا إلى الكفار على رسول الله يوم الخندق، وكتب كعب بن الاشرف إلى مكة يوافقهم على مخالفة رسول الله ( ﷺ ) ) وَهُمْ لا يَتَّقُونَ ( لايخافون الله في نقض العهد.
الأنفال :( ٥٧ ) فإما تثقفنهم في.....
) فَإمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ ( ترينّهم وتجدنّهم ) فِي الحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ( قال ابن عباس : فنكّل بهم من ورائهم، وقال قتادة : عِظ بهم مَنْ سواهم من الناس، وقال سعيد بن جبير : أنذر بهم مَنْ خلفهم، وقال ابن زيد : أخفهم بهم.
وقيل : فرَّق جمع كل ناقض مما بلغ من هؤلاء، وقال عطاء : أثخن فيهم القتل حتى يخافك غيرهم من أهل مكة وأهل اليمن، وقال ابن كيسان : اقتلهم فلا من يهرب عنك مَن بعدهم.
وقال القتيبي : سمِّع بهم، وأنشد :
أُطوّف في الاباطح كل يوم
مخافة أن يشردّ بي حكيم


الصفحة التالية
Icon