" صفحة رقم ٣٧٤ "
شفاعتي لأمتي ).
الأنفال :( ٧٠ ) يا أيها النبي.....
) يَا أيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أيْدِيكُمْ مِنَ الأسْرَى ( نزلت في العباس بن عبد المطلب وكان أسيراً يومئذ، وكان العباس أحد العشرة الذين ضمنوا طعام أهل بدر فبلغته التوبة يوم بدر، وكان خرج بعشرين أوقية من ذهب ليطعم بها الناس، فأراد أن يطعم ذلك اليوم فاقتتلوا قبل ذلك وبقيت العشرون أوقية مع العباس فأخذت منه في الحرب، فكلم النبي ( ﷺ ) أن يحسب العشرون أوقية من فدائه فأبى، وقال : أما شيء خرجت تستعين به علينا فلا أتركه لك، وكلّفه فداء بني أخيه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث فقال العباس : يا محمد تركتني اتكفف قريشاً ما بقيت فقال رسول الله ( ﷺ ) ( فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل أوّل خروجك من مكة، فقلت لها : إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهذا لك ولعبد الله ولعبيد الله والفضل وقثم يعني بنيه ) فقال له العباس : وما يدريك ؟
قال :( أخبرني ربي ) فقال العباس : فأنا أشهد أنك صادق، وأن لا إله الا الله وأنك عبده ورسوله، ولم يطلع عليه أحد إلا الله فذلك قوله ) يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ( الذين أخذتم منهم الفداء.
وقرأ أبو محمد وأبو جعفر : من الأُسارى وهما لغتان ) إنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً ( أي إيماناً ) يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ( من الفداء ) وَيَغْفِرْ لَكُمْ ( ذنوبكم، قال العباس : فأبدلني الله مكانها عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كثير، فأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان العشرين الأُوقية، وأعطاني زمزم، وما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربي، وقال قتادة : ذُكر لنا أن نبي الله ( ﷺ ) لما قدم عليه مال البحرين ثمانون ألفا، وقد توضأ لصلاة الظهر، فما أعطى يومئذ ساكناً ولا حرم سايلا حتى فرّقه، فأمر العباس أن يأخذ منه فأخذ، فكان العباس يقول : هذا خير مما أُخذ منا، وأرجو المغفرة.
الأنفال :( ٧١ ) وإن يريدوا خيانتك.....
) وَإنْ يُرِيدُوا ( يعني الأسرى ) خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
الأنفال :( ٧٢ ) إن الذين آمنوا.....
) إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا ( قومهم وعشيرتهم ودورهم يعني المهاجرين ) وَجَاهَدُوا بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا ( رسول الله ( ﷺ ) والمهاجرين رضي الله عنهم، أي أسكنوهم منازلهم ) وَنَصَرُوا ( على أعدائهم، وهم الأنصار ) أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْض ( دون أقربائهم من الكفار، وقال ابن عباس : هذا في الميراث، كانوا يتوارثون بالهجرة، وجعل الله الميراث للمهاجرين والأنصار دون ذوي الأرحام، وكان الذي آمن ولم يهاجر لايرث لأنه لم يهاجر، ولم ينصر، وكانوا يعملون بذلك، حتى أنزل الله عز وجل :) وأولوا الأرحام بعضهم


الصفحة التالية
Icon