" صفحة رقم ٣٨ "
السبيل وهو لكل شيء وسطه، ومنه قيل للظهر : سواء
المائدة :( ١٣ ) فبما نقضهم ميثاقهم.....
) فبما نقضهم ميثاقهم ( أي فبنقضهم وما فيه ما المصدر، وكلّ ما ورد عليك من هذا الباب فهو سبيله.
قال قتادة : نقضوه من وجوه : كذّبوا الرسل الذين جاؤا بعد موسى فقتلوا أنبياء اللّه ونبذوا كتابه وضيّعوا فرائضه.
قال سلمان : إنما هلكت هذه الأمّة بنكثها عهودها.
) لعنّاهم ( قال ابن عباس : عذّبناهم بالجزية. الحسن ومقاتل : بالمسخ عطاء أبعدناهم من رحمتنا ) وجعلنا قلوبهم قاسية (.
قرأ يحيى بن رئاب وحمزة والكسائي قسّية بتشديد الياء من غير ألف. وهي قراءة النخعي، وقرأ الأخفش : قسية بتخفيف الياء على وزن فعلية نحو عمية وشجية من قسى يقسي لا من قسى يقسو، وقرأ الباقون : قاسية على وزن فاعلة، وهو اختيار أبو عبيدة، وهما لغتان مثل العلية والعالية والزكية والزاكية.
قال ابن عباس : قاسية يائسة، وقيل : غليظة لا تلين، وقيل : متكبرة لا تقبل الوعظ، وقيل : ردية فاسدة، من الدراهم القسية وهي الودية المغشوشة ) يحرّفون الكلم عن مواضعه ( قرأه العامّة بغير ألف، وقرأ السلمي والنخعي : الكلام بالألف ) ونسوا حضاً ممّا ذكّروا به ( وتركوا نصيب أنفسهم مما أمروا به من الإيمان بمحمد ( ﷺ ) وبيان نعمته ) ولا تزال ( يا محمد ) تطّلع على خائنة منهم (.
وإختلفوا في الخائنة :
قال المبرّد : هي مصدر، كالكاذبة، واللاّغية، وقيل : هي إسم كالعاقبة والمعاقبة، وقيل : هي بمعنى المبالغة، والهاء هنا للمبالغة مثل : راوية وعلامة ونسابة.
قال الشاعر :
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن
للغدر خائنة مغلّ الإصبع
ويجوز أن يكون جمع الخائن كقولك فرقة كافرة وطائفة خارجة.
قال ابن عباس : خائنة أي معصية، وقيل : كذب وفجور، وكانت خيانتهم نقضهم العهد ومظاهرتهم المشركين على حرب رسول اللّه ( ﷺ ) وهمهم بقتله وسمّه ونحوها من عمالتهم وخيانتهم التي أخبرت ) إلاّ قيلاً منهم ( لم يخونوا أو لم ينقضوا العهد، ( من ) أهل الكتاب ) فاعف عنهم واصفح إنّ اللّه يحب المحسنين ( وهذا منسوخ بآية السيف.