" صفحة رقم ٤٦ "
اللّه عينه وقال : إرجع إلى عبدي، فقل له : الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعره فإنك تعيش بعدد كل شعرة من ذلك سنة قال : ثم ماذا، قال : ثم تموت، قال : فألان من قريب قال : ياربّ أدنني من الأرض المقدسة قدر رمية حجر )، فقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( واللّه لو إني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطور الطريق عند الكثيب الأحمر ).
قال الثعلبي : سمعت أبا سعيد بن حمدون قال : سمعت أبا حامد المقري قال : سمعت محمد ابن يحيى يقول : قد صحّ هذا من رسول اللّه ( ﷺ ) معنى قصة ملك الموت وموسى لا يردّها إلاّ ضال. وفي حديث آخر : أن رسول اللّه ( ﷺ ) قال :( إنّ ملك الموت كان يأتي النّاس عياناً حتّى أتى موسى ليقبضه فلطمه ففقأ عينه فرجع ملك الموت، فجاء بعد ذلك خفية ).
وقال السّدي : في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن رسول اللّه ( ﷺ ) ( كان موسى ( عليه السلام ) يمشي وفتاه يوشع إذ أقبلت ريح سوداء فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسى. فقال : تقوم الساعة وأنا ملتزم لموسى نبي اللله فأستلّ موسى من تحت القميص وترك القميص في يدي يوشع، فلما جاء يوشع بالقميص أخذته بنو إسرائيل. وقالوا : أقتلت نبي اللّه ؟ قال : لا واللّه ما قتلته ولكن استلّ منّي، فلم يصدّقوه وأرادوا قتله، قال : فإذا لم تصدقوني فأخّروني ثلاثة أيام فدعا اللّه عز وجل فأتى كل رجل ممّن كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل وإنا قد رفعناه إلينا فتركوه ).
وقال وهب : خرج موسى ( عليه السلام ) لبعض حاجته فمرّ برهط من الملائكة يحفرون قبراً فعرفهم فأقبل إليهم حتى وقف عليهم فإذا هم يحفرون قبراً لم ير شبيهاً قط أحسن منه ولم ير مثل ما فيه من الخضرة والنضرة والبهجة، فقال لهم : يا ملائكة اللّه لمن تحفرون هذا القبر ؟ قالوا : نحفره واللّه لعبد كريم على ربّه، قال : إنّ لهذا العبد من اللّه لمنزلة فإني ما رأيت كاليوم مضجعاً، فقالت الملائكة : يا صفي اللّه أتحب أن يكون لك ؟ قال : وددت، قالوا : فانزل فاضطجع فيه وتوجّه إلى ربك ثم تنفس أسهل تنفس تنفّسته قط، فنزل فاضطجع فيه وتوجّه إلى ربه ثم تنفس فقبض اللّه روحه ثم سوّت عليه الملائكة.
وقيل : إن ملك الموت أتاه فقال له : يا موسى أشربت الخمر ؟ قال : لا، فاستكرهه فقبض روحه. وقيل : بل أتاه بتفاحة من الجنّة فشمها فقبض روحه.