" صفحة رقم ٦٩ "
المائدة :( ٤٣ - ٤٤ ) وكيف يحكمونك وعندهم.....
) وكيف يحكّمونك ( تعجّب وفيه اختصار إلى وكيف يجعلونك حاكماً ويرضون بمحمد ) وعندهم التوراة فيها حكم اللّه ( وهو الرجم فلا يرضون بذلك.
) ثم يتولون من بعد ذلك ( إلى قوله ) للذين هادوا ( فإن قيل : وهل فينا غير مسلم ؟ فالجواب أن هؤلاء نبيوا الإسلام لا على أن غيرهم من النبيين لم يتولوا المسلمين وهذا كقوله ) محمد رسول الله ( ) فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأُمي الذي يؤمن باللّه وكلماته ( لا يريد أن غيره من الأنبياء لم يؤمنوا باللّه وكلماته. وقيل : لم يرد به الإسلام الذي هو ضد الكفر. وإنما المراد به الذين انقادوا لحكم اللّه فلم يكتموه كما كتم هؤلاء، يعرّض بأهل الكتاب.
وهذا كقوله ) وله أسلم من في السماوات والأرض (.
وقال يزيد بن عمرو بن نفيل : أسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخراً ثقالاً، وأسلمت وجهي لمن أسلمت له العيون تحمل عذباً زلالاً. وقيل : معناه الذين أسلموا أنفسهم إلى اللّه. كما روي إن النبي ( ﷺ ) كان يقول إذا أوى إلى فراشه :( أسلمت نفسي إليك ).
وقيل : معناه : يحكم بها النبيون الذين أسلموا بما في التوراة من الشرائع ولم يعمل به كمثل عيسى ( عليه السلام ) وهو قوله تعالى ) لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ( وهو معنى قول ابن حيّان يحكم بما في التوراة من لدن موسى إلى عيسى عليهما السلام.
وقال الحسن والسدّي أراد محمداً ( ﷺ ) حكم على اليهود بالرجم وذكره بلفظ الجمع كما قال تعالى ) إن إبراهيم كان أمّة ( وقال : أم تحسدون الناس في الحياة ) والربّانيون والأحبار ( يعني العلماء وهم ولد هارون ( عليه السلام ) وأحدهم محبر وحبر وهو العالم المحكم للشيء ومنه الكعب بن قانع كعب الأحبار وكعب الحبر.
قال الفرّاء : أكثر ما سمعت العرب تقول في واحد الأحبار بكسر الحاء واختلفوا في اشتقاق هذا الإسم.
فقال الكسائي وأبو عبيدة : هو من الحبر الذي يكتب به. وقال النضر بن شميل : سألت الخليل عنه، فقال : هو من الحبار وهو الأثر الحسن. فأنشد :


الصفحة التالية
Icon