" صفحة رقم ٧٦ "
من ولاية اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه ) قال : قد قبلت فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية. قال السدّي : لما كانت وقعة أحد إشتد على طائفة من الناس وتخوفوا أن يدل عليهم الكفار.
فقال رجل من المسلمين : أما أنا فألحق بدهلك اليهودي وأخذ منه أماناً فإني أخاف أن يدل علينا اليهود.
وقال رجل آخر : أما أنا فالحق بفلان النصراني ببعض أهل الشام فأخذ منه أماناً وأنزل اللّه هذه الآية ينهاهما.
وقال عكرمة : نزلت في أبي لبانة بن عبد المنذر حين قال للنبي ( ﷺ ) إذا رضوا بحكم سعد إنه الذبح ) بعضهم أولياء بعض ( في العون والنصرة، ويدهم واحدة على المسلمين.
) ومن يتولّهم منكم ( فيوافقهم على دينهم ويعينهم ) فإنه منهم ( يقول ابن سيرين : عن رجل بيع داره من النصارى، يتخذونها بيعة فتلا هذه الآية
المائدة :( ٥٢ ) فترى الذين في.....
) فترى الذين في قلوبهم مرض ( الآية، يعني عبد اللّه بن أُبي وصحبه من المنافقين الذين كانوا يوالون اليهود ويصانعونهم ويناصحونهم ) يسارعون فيهم ( أي في موالاتهم ) يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ( دولة يعني أن يدور الدهر فنحتاج إلى نصرهم أيّانا فنحن نواليهم بذلك.
قال الراجز :
يرد عنك القدر المقدورا
ودائرات الدهر أن تدورا
) فعسى اللّه أن يأتي بالفتح ( أي القضاء وقيل : النصر. وقال السدّي : فتح مكّة.
) أو أمر من عنده فيصبحوا ( يعني هؤلاء المنافقين ) على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين ( وحينئذ
المائدة :( ٥٣ ) ويقول الذين آمنوا.....
) ويقول الذين آمنوا ( إختلف القرّاء فيه :
فقرأ أهل الكوفة :( ويقول ) بالواو والرفع على الإستئناف وقرأ أهل البصرة :( ويقول ) نصباً والواو عطفاً على ( أن يأتي ) وقرأ الباقون : رفع اللام وحذف الواو، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام ) أهؤلاء الذين أقسموا باللّه جهد أيمانهم إنهم لمعكم ( الآية
المائدة :( ٥٤ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ ( وقرأ أهل المدينة والشام يرتدد بدالين على إظهار التخفيف ) منكم عن دينه ( فيرجع إلى الكفر وهذا المجاز للقرآن وللمصطفى ( ﷺ ) إذ أخبر عن ارتدادهم ولم يكن ذلك في عهده


الصفحة التالية
Icon