" صفحة رقم ٨ "
محرمين. فذلك قوله تعالى ) وأنتم حرم ( قرأه العامة بضم أوّله وهي من حرم يحرم حراماً في الحركات وهما جميعاً جمع حرام، ويقال : رجل حرام وحُرم ومحرِم، وحلال وحِلّ ومحلّ ) إن اللّه يحكم ما يريد ( ( يحرم ما يريد على من يريد ).
المائدة :( ٢ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر اللّه ( الآية نزلت في الحطم واسمه شريح بن ضبيعة بن هند بن شرحبيل البكري، وقال : إنه لما أتى المدينة وخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي ( ﷺ ) فقال له : إلى ما تدعو الناس ؟ فقال :( إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ). فقال : حسنٌ إلاّ إن لي مَنْ لا أقطع أمراً دونهم ولعلي أُسلم وآتي بهم.
وقد كان النبي ( ﷺ ) قال لأصحابه : يدخل عليكم بعض من ربيعة يتكلم بلسان الشيطان، ثم خرج شريح من عنده، فلما خرج، قال رسول اللّه ( ﷺ ) لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقب غادر، فمرّ بسرح المدينة فاستاقه وانطلق به وهو يرتجز :
لقد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر الوضم
باتوا نياماً وابن هند لم ينم
بات يقاسيها غلام كالزلم
خلج الساقين مسموح القدم
فلما كان في العام القابل خرج حاجّاً في حجاج بكر بن وائل من اليمامة ومعه تجارة عظيمة وقد قلّدوا الهدي فقال ناس من أصحابه للنبي ( ﷺ ) هذا الحطم خرج حاجّاً فحل بيننا وبينه، فقال النبي ( ﷺ ) ( مه قد قلد الهدي ).
فقال لرسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّما هذا شيء كنا نفعله في الجاهلية. فأبى النبي ( ﷺ ) فأنزل اللّه عزّ وجل ) يا أيها الذين آمنوا لا تُحّلوا شعائر اللّه (.
ابن عباس ومجاهد : هي مناسك الحج، وكان المشركون يحجّون ويهدون فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فنهاهم اللّه تعالى عنها، ( وقال الحسن دين الله كلّه ) يدل عليه قوله ) ومن يعظم شعائر اللّه فإنها من تقوى القلوب (.
عطية عن ابن عباس : هي أن تصيد وأنت محرم، يدل عليه قوله ) فإذا حللتم فاصطادوا (.
عطاء : شعائر حرمات اللّه اجتناب سخطه واتباع طاعته بالذّي حرم اللّه.
أبو عبيدة : هي الهدايا المشعرة وهي أن تطعن في سنامها ويحلل ويقلّد ليعلم أنها هدي،