" صفحة رقم ٩١ "
وقال أنس : كان النبي ( ﷺ ) يحرس، قال : وقالت عائشة : فكنت ذات ليلة إلى جنبه فسهر تلك الليلة، فقلت : يا رسول اللّه ما شأنك ؟ فقال :( ليت رجل صالح يحرسني الليلة ) قالت : فبينما نحن في ذلك حتى سمعت صوت السلاح. فقال : من هذا ؟ قال : سعد وحذيفة جئنا نحرسك، فنام رسول اللّه ( ﷺ ) حتى سمعت غطيطه فنزلت الآية فأخرج رسول اللّه ( ﷺ ) رأسه من قبة أديم وقال :( إنصرفوا أيها الناس فقد عصمني اللّه عز وجل ).
وروى الحسن مرسلاً إلى النبي ( ﷺ ) قال :( لمّا بعثني الله برسالته فضقت بها ذرعاً وعرفت إن من الناس من يكذبني ) وكان عتابه قريشاً واليهود والنصارى فأنزل اللّه الآية، قلت : ولما نزل قوله ) ولا تسبّوا الذين يدعون من دون اللّه ( سكت النبي ( عليه السلام ) عن عيب الهتهم فأنزل اللّه تعالى ) يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك ( يعني معايب آلهتهم.
وقيل : نزلت فى عيب اليهود وذلك إنه ( عليه السلام ) دعا اليهود إلى الإسلام وقالوا : أسلمنا قبلك وجعلوا يستهزئون به ويقولون : تريد أن نتّخذك عياناً كما اتخذت النصارى عياناً عيسى، فلما رأى النبي ( عليه السلام ) ذلك سكت فحرضه اللّه على دعائهم إلى الإسلام وأمره أن يقول لهم.
) يا أهل الكتاب لستم على شيء ( الآية.
قال الحسين بن الفضل : وهذا أولى الأقاويل لأنه ليس بين قوله بلّغ ما أنزل إليك وبين قوله لستم على شيء فصل.
فلما نزلت الآية قال ( عليه السلام ) :( لا يأتي من عندي ومن نصرني ).
وقيل : نزلت في قصة عيينة بن حصين وفقراء أهل الصفة وقيل : بلغ ما أنزل إليك من الرجم والقصاص ومرّ في قصة. وقيل : بلغ ما أنزل إليك من أمر نسائك. وذلك أن رسول اللّه لما نزلت آية التخيير لم يكن يعرضها عليهن خوفاً من اختيارهن الدنيا فأنزل اللّه، وقيل : بلغ ما أنزل إليك في أمر زينب بنت جحش، وقيل : نزلت في الجهاد، وذلك إن المنافقين كرهوه، قال اللّه ) فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ( الآية وكرهه أيضاً بعض المؤمنين قال اللّه ) ألم تر إلى الذين قيل لهم كفّوا أيديكم ( الآية، وكان ( عليه السلام ) يمسك في بعض المسلمين عن الحث على الجهاد لما يعلم من كراهة القوم فأنزل اللّه الآية


الصفحة التالية
Icon