" صفحة رقم ١٠٣ "
وقال ابن عباس : أن رسول الله ( ﷺ ) دفن ميّتاً فقال :( يرحمك الله إن كنت لأواه )، يعني تلاوة القرآن.
وقيل : هو الذي يجهر صوته بالذكر والدعاء والقرآن ويكثر تلاوته، وكان إبراهيم ( عليه السلام ) يقول : آه من النار قبل أن لا تنفع آه.
وروى شعبة عن أبي يونس الباهلي عن قاضي كان يجمع الحديث عن أبي ذر قال : كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه : أوه أوه، فشكاه أبو ذر إلى النبي ( ﷺ ) قال :( دعه فإنه أواه ). قال : فخرجت ذات ليلة فإذا رسول الله ( ﷺ ) يدفن ذلك الرجل ليلا ومعه المصباح.
وقال النخعي : الأواه : الفقيه، وقال الفراء : هو الذي يتأوه من الذنوب، وقال سعيد بن جبير : الأواه المعلم للخير، وقال عبد العزيز بن يحيى : هو المشفق، وكان أبو بكر ( ح ) يُسمّى الأواه لشفقته ورحمته، وقال عطاء : هو الراجع عن كلمة ما يكره الله، وقال أيضاً : هو الخائف من النار، وقال أبو عبيدة : هو المتأوه شفقاً وفرقاً المتضرع يقيناً ولزوماً للطاعة. قال الزجاج : انتظم قول أبي عبيدة جميع ما قيل : في الأواه وأصله من التأوه وهو أن يسمع للصدر صوتاً من تنفس الصعداء والفعل منه أوه وتأوه، وقال المثقب العبدي :
إذا ما قمت أُرحلها بليل
تأوه آهة الرجل الحزين
قال الراجز :
فأوه الراعي وضوضا كلبه
ولا يقال منه فعل يفعل
) حليم ( عمن سبه وناله بالمكروه وقد قيل أنه ( عليه السلام ) استغفر لأبيه عند وعده إياه وشتمه، وقوله :) لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني ملياً ( فقال له :) سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ( وقال ابن عباس : الحليم السيد.
( ) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا