" صفحة رقم ١٠٨ "
قال كعب : فلمّا سلمت على رسول الله وقلت : يا نبي الله من عند الله أم من عندك ؟ قال :( بل من عند الله ) ثم تلا عليهم :) لقد تاب الله على النبي والمهاجرين ( إلى قوله ) وكونوا مع الصادقين ( وقلت : يا نبي الله إن من توبتي ألاّ أحدث الأصدقاء حتى أنخلع من مالي كلّه صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال :( أمسك عليك بعض مالك فهو اخير لك )، قلت : فإني أمسك سهمي الذي من خيبر قال : فما أنعم الله عليَّ نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله ( ﷺ ) حين صدقته أنا وصاحباي أن لا يكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا وأني لأرجو أن لا يكون الله عزّ وجلّ أبلا أحداً في الصدق ( منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما ابتلاني والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا ) وأني لأرجو أن يحفظني الله عزّ وجلّ فيما بقي، هذا ما انتهى الينا من حديث الثلاثة الذين خلفوا.
) حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ( المفسرون : أي ضاقت عليهم الأرض برمّتها ) وضاقت عليهم أنفسهم ( ( ضاقت صدورهم بالهمّ والوحشة ) ) وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاّ إليه ( سمعت الحسن بن محمد بن جعفر النيسابوري وإبراهيم بن محمد بن زيد النيسابوري وعبد الله ختن والي بلد العراق يقول : سُئل أبو بكر الوراق عن التوبة النصوح قال : أن تضيق علينا بما رحبت ويضيق عليه نفسه كتوبة كعب وصاحبه ) ثم تاب عليهم ( إعادة تأكيد ليتوبوا فهذا بالتوبة منه.
سمعت أبا القاسم بن أبي بكر السدوسي، سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح الزيدي، سمعت الحسن بن علي الدامغاني يقول : قال أبو يزيد : غلطت في أربعة أشياء : في الإبتداء مع الله سبحانه ظننت أني أحبه فإذا هو أحبّني قال الله تعالى :) يحبهم ويحبونه ( فظننت أني أرضى عنه فاذا هو رضي عني قال الله تعالى :) رضى الله عنهم ورضوا عنه ( وظننت أني أذكره فإذا هو ذكرني قال الله تعالى :) ولذكر الله أكبر ( وشئت أن أتوب فإذا هو تاب عليَّ قال الله تعالى :) ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم (
التوبة :( ١١٩ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ( قال نافع : يعني مع محمد وأصحابه. سعيد بن جبير : مع أبي بكر وعمر، ابن جريح وابن حبّان : مع المهاجرين دليله قوله تعالى :) للفقراء المهاجرين ( إلى قوله ) أولئك هم الصادقون (.
أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله. محمد بن عثمان بن الحسن. محمد بن الحسين