" صفحة رقم ١١٢ "
وخصباً ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى. قال الناس لهم : ما نراكم إلاّ وقد تركتم صاحبكم وجئتمونا فوجدوا في أنفسهم من ذلك حرج وأقبلوا كلهم من البادية حتى دخلوا على النبي ( ﷺ ) فأنزل الله تعالى :) وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ( ويستمعوا ما أنزل إليهم ) ولينذروا قومهم ( الناس كلهم ) إذا رجعوا إليهم ( ويدعوهم إلى الله ) لعلهم يحذرون ( بأس الله ونقمته باتباعهم وطاعتهم، وقعدت طائفة تريد المغفرة.
وقال عكرمة : لما نزلت ) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما و ( ) ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ( الآية قال المنافقون من أهل البدو الذين تخلفوا عن محمد ولم ينفروا معه وقد كان ناس من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) خرجوا إلى البدو إلى قومهم ليفقهوهم، فأنزل الله تعالى في المعذر لأولئك هذه الآية.
وروى عن عبد الرزاق بن همام في قوله ) فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ( قال : هم أصحاب الحديث.
التوبة :( ١٢٣ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ( أمروا بقتال الأقرب فالأقرب إليهم في الدار والنسب.
قال ابن عباس : مثل قريظة والنضير وخيبر وفدك ونحوها.
ابن عمر : أراد بهم الروم لأنهم كانوا سكان الشام يومئذ، والشام كانت أقرب إلى المدينة من العراق.
وكان الحسن إذا سئل عن قتال الروم والديلم تلا هذه الآية.
) وليجدوا فيكم غلظة ( شدة وحمية، وقال الضحاك : جفاء، وقال الحسن : صبراً على جهادهم ) واعلموا أن الله مع المتقين ( بالعون والنصر.
التوبة :( ١٢٤ ) وإذا ما أنزلت.....
) وإذا ما أنزلت سورة فمنكم من يقول أيّكم ( قراءة العامة : برفع الياء لمكان الهاء وقرأ عبيد بن عمير : أيكم بفتح الياء وكلّ صواب ) زادته هذه إيماناً ( قال الله تعالى :) فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً ( يقيناً وإخلاصاً وتصديقاً.
وقال الربيع : خشية ) وهم يستبشرون ( يفرحون بنزول القرآن. عن الضحاك عن ابن عباس :( فإذا ما أنزلت سورة ) يعني سورة محكمة فيها الحلال والحرام ) فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا زادتهم إيماناً ( وتصديقاً بالفرائض مع إيمانهم بالرحمن ) وهم