" صفحة رقم ١٢٤ "
وقال الكلبي : نزلت في المستهزئين، قالوا : يا محمد ائت بقرآن غيره ( ليس فيه ما يغيظنا، أو بدّله ) فاجعل مكان آية عذاب آية رحمة أو آية رحمة آية عذاب أو حرام حلالا أو حلال حراماً ) قل ( لهم يا محمد ) ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي ( من قبل نفسي ومن عندي ) إن أتبع ( ما أطيع فيما آمركم وأنهاكم ) إلاّ ما يُوحى إليَّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم }
يونس :( ١٦ ) قل لو شاء.....
) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم ( أعلمكم ) به ( وقرأ الحسن : ولا أدراتكم به، وهي لغة بني عقيل يحولون الياء ألفاً فيقولون : أعطأت بمعنى أعطيت، ولبأت بمعنى لبّيت وجاراة وناصاة للجارية والناصية. فأنشد المفضل :
لقد أذنت أهل اليمامة طيّ
بحرب كناصاة الأغر المشهر
وقال زيد الخيل :
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقا
على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا
أي ما بقي، وقال آخر :
زجرت فقلنا لا نريع لزاجر
إن الغويّ إذا نَها لم يعتب
أي نهى.
وروى البري عن ابن كثير ولادراكم بالقصر على الإيجاب يريد : ولا عملكم به من غير قراءتي عليكم. وقرأ ابن عباس : ولا أدراتكم من الإنذار، وهي قراءة الحسن ) فقد لبثت فيكم عمراً ( حيناً وهو أربعون سنة ) من قبله ( من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء ) أفلا تعقلون ( انه ليس من قبلي.
قال ابن عباس : نبّيء رسول الله ( ﷺ ) وهو ابن أربعون سنة وأقام بمكة ثلاثة عشرة وبالمدينة عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة
يونس :( ١٧ ) فمن أظلم ممن.....
) فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ( فزعم أنه له شريكاً أو صاحبة أو ولداً ) أو كذب بآياته ( محمد والقرآن ) أنه لا يفلح المجرمون ( لا يأمن ولا ينجو المشركون
يونس :( ١٨ ) ويعبدون من دون.....
) ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ( إن عصوه ) ولا ينفعهم ( أن أطاعوه يعني الأصنام ) ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون ( تخبرون ) الله ( قرأه العامة : بالتشديد، وقرأ أبو الشمال العدوي : أتُنبئون بالتخفيف وهما لغتان. نبأ ينبئ بنية، وأنبأني إنباءً بمعنى فاعل جمعها


الصفحة التالية
Icon