" صفحة رقم ١٢٨ "
مقلوعة وهي محصورة صرفت إلى حصيد ) كأن لم تغن ( تكن، وأصلة من غني المكان إذا أقام فيه وعمّره، وقال مقاتل : تغم، وقرأها العامة : تغن بالتاء لتأنيث الأرض، وقرأها قتادة بالياء يذهب به إلى الزخرف ) كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون }
يونس :( ٢٥ ) والله يدعو إلى.....
) والله يدعوا إلى دار السلام ( قال قتادة : السلام الله وداره الجنة، وقيل : السلام والسلامة واحد كاللذاذ واللذاذة والرضاع والرضاعة. قال الشاعر :
تُحيّى بالسلامة أم بكر
وهل لك بعد رهطك من سلام
فسميت الجنة دار السلام لأن من دخلها سلم من الآفات. قال الله تعالى :) ادخلوها بسلام آمنين (، وقال ذو النون المصري : سميت بذلك لأن من دخلها سلم من القطيعة والفراق، وقيل : أراد به التحية يقال : سلم تسليماً وسلاماً كما يقال : كلم تكليماً وكلاماً فسميت الجنة دار السلام لأن أهلها يحيي بعضهم بعضاً والملائكة يسلمون عليهم، وقال الحسن : السلام لا ينقطع عن أهل الجنة وهو تحيتهم.
وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من دخلها سلم عليه المولى وذلك أن الله يعلم ما فيه أهل الجنة من ذكر الذنوب والهيبة لعلاّم الغيوب فيبدأهم بالسلام والتحية لهم تقريباً وإيناساً وترحيباً.
قال جابر بن عبد الله خرج علينا رسول الله ( ﷺ ) يوماً فقال :( إني رأيت في المنام كأن جبرائيل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا فقال : اسمع سمعت اذنك واعقل عقل قلبك إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً ثم بنى فيها بيتاً ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعوهم إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه، فالله هو الملك، والدار الإسلام، والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول، من أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل مما فيها ).
قال يحيى بن معاذ : يا ابن آدم دعاك الله إلى دار السلام فانظر من أين تجيبه فإن أجبته من دنياك دخلتها وإن أجبته من قبرك منعتها ثم قال :) ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( عمّ بالدعوة إظهاراً لحجته وخصّ بالهداية استغناءً عن خلقه، وقيل : الدعوة إلى الدار عامة لأنها الطريق إلى النعمة وهداية الصراط خاصة لأنها الطريق إلى المنعم.