" صفحة رقم ١٣ "
َ يَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْواَهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ اشْتَرَوْاْ بِئَايَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَواةَ وَءااتَوُاْ الزَّكَواةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الاَْيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ٢
التوبة :( ٦ ) وإن أحد من.....
) وَإنْ أحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ( معناه وإن استجارك أحد، لأن حروف الجر لاتلي غير الفعل يقول الشاعر :
عاود هراة وإن معمورها خربا، أي وإن غرب معمورها. وقال أخر :
أتجزع إن نفس أتاها حمامها
فهلاّ التي عن بين جنبيك تدفع
ومعنى الآية : وإن أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم وقبلهم استجارك أي استعاذ بك واستأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم ليسمع كلام الله ) فَأجِرْهُ ( فأعذه وأمنه ) حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ( فتقيم عليه حجة الله، وتبين له دين الله عز وجل، فإن أسلم فقد نال عز الإسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلاً من المسلمين، وإن أبى أن يسلم ) ثُمَّ أبْلِغْهُ مَأمَنَهُ ( دار قومه فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله ) ذَلِكَ بِأ نَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ( دين الله وتوحيده.
قال الحسن : وهذه الآية محكمة إلى يوم القيامة وليست بمنسوخة. قال سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى علي بن أبي طالب ح، فقال : إن أراد الرجل منا أن يأتي محمداً بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلامه أو يأتيه لحاجته، فقال علي لا لأن الله عز وجل يقول :) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ( الآية.
التوبة :( ٧ ) كيف يكون للمشركين.....
) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ( على ( معنى ) التعجب، ومعناه جحد أي لا يكون لهم عهد، كما تقول في الكلام : هل أنت إلا واحد منّا، أي أنت، وكيف يستيقن مثلك ؟ أي لايستيقن، ومنه :
هل أنت إلا أصبع دميتِ
وفي سبيل الله ما لقيتِ
ثم استثنى فقال :) إلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ ( واختلفوا فيه فقال ابن عياش : هم قريش، وقال قتادة وابن زيد : هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله ( ﷺ ) يوم الحديبية، قال


الصفحة التالية
Icon