" صفحة رقم ١٣٣ "
يونس :( ٣٧ ) وما كان هذا.....
) وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ( قال الفراء : معناه وما ينبغي لهذا القرآن أن يفترى كقوله تعالى :) وما كان لنبي أن يغل ( وقوله :) وما كان المؤمنون لينفروا كافة (، وقال الكسائي : أن في محل نصب الخبر ويفترى صلة له وتقديره : وما كان هذا القرآن مفترى، وقيل : أن بمعنى اللام أي وما كان القرآن ليفترى من دون الله ) ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب ( تمييز الحلال من الحرام والحق من الباطل ) لا ريب فيه من رب العالمين }
يونس :( ٣٨ ) أم يقولون افتراه.....
) أم يقولون ( أي يقولون.
قال أبو عبيدة : أم بمعنى الواو أي ويقولون افتراه، اختلق محمّد القرآن من قبل نفسه.
) قل فأْتوا بسورة مثله ( شبيه القرآن وقرأ ابن السميقع : بسورة مثله مضافة، فتحتمل أن تكون الهاء كناية عن القرآن وعن الرسول ) وادعوا من استطعتم ( ممن تعبدون ) من دون الله ( ليعينوكم على ذلك، وقال ابن كيسان : وادعوا من استطعتم على المخالفة ليعينوكم، وقال مجاهد : شهداءكم بمعنى ناساً يشهدون لكم ) إن كنتم صادقين ( إنَّ محمداً افتراه.
يونس :( ٣٩ ) بل كذبوا بما.....
ثم قال :) بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ( يعني القرآن ) ولما يأتِهم تأويله ( تفسيره.
وقال الضحاك : يعني عاقبته وما وعد الله في القرآن انه كائن من الوعيد والتأويل ما يؤول إليه الأمر.
وقيل للحسين بن الفضل : هل تجد في القرآن ( من جهل شيئاً عاداه ؟ ) فقال : نعم في موضعين ) بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه (، وقوله :) وإذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ( ) كذلك كذّب الذين من قبلهم ( من كفار الأمم الخالية ) فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ( أي كما كذب هؤلاء المشركون بالقرآن كذلك كذب في هذا وبشّر المشركون بالهلاك والعذاب
يونس :( ٤٠ ) ومنهم من يؤمن.....
) ومنهم من يؤمن به ( أي ومن قومك من سيؤمن بالقرآن ) ومنهم من لا يؤمن به ( لعلم الله السابق فيهم ) وربك أعلم بالمفسدين ( الذين لا يؤمنون
يونس :( ٤١ ) وإن كذبوك فقل.....
) وإن كذبوك ( يامحمد ) فقل لي عملي ( الإيمان ) ولكم عملكم ( الشرك ) أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون (.
قال مقاتل والكلبي : هذه الآية منسوخة بآية الجهاد، ثم أخبر أن التوفيق للإيمان به لا بغيره، وأن أحداً لا يؤمن إلاّ بتوفيقه وهدايته، وذكر أن الكفار يستمعون القرآن وقول محمد ( ﷺ ) فينظرون إليه ويرون أعلامه وأدلته على نبوته ولا ينفعهم ذلك ولا يهتدون لإرادة الله وعلمه فيهم فقال :
يونس :( ٤٢ ) ومنهم من يستمعون.....
) ومنهم من يستمعون إليك ( بأسماعهم الظاهرة ) أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون }