" صفحة رقم ١٣٦ "
بالتاء وذكر ذلك عن أبي بن كعب، وقرأ الحسين ويعقوب : فلتفرحوا بالتاء خطاباً للمؤمنين يدل عليه قول النبي ( ﷺ ) في بعض مغازيه ( لتأخذوا ( مصافكم ) ويجمعون ) بالياء خبراً عن الكافرين
يونس :( ٥٩ ) قل أرأيتم ما.....
) قل ( يا محمد لكفار مكة ) أرأيتم ما أنزل الله ( خلق الله ) لكم ( عبّر عن الخلق بالإنزال لأن ما في الأرض من خيراتها أنزل من السماء ) من رزق ( زرع أو ضرع ) فجعلتم منه حراماً وحلالا ( وهو ما حرموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
قال الضحاك : هو قوله تعالى :) وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ( الآية ) قل آلله أذن لكم ( في هذا التحريم والتحليل ) أم ( بل ) على الله تفترون ( وهو قولهم : الله أمرنا بها
يونس :( ٦٠ ) وما ظن الذين.....
) وما ظنُّ الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ( أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم ولا يعاتبهم عليه ) إن الله لذو فضل على الناس ( منّ على الناس حين لا يعجل عليهم بالعذاب بافترائهم ) ولكن أكثرهم لا يشكرون }
يونس :( ٦١ ) وما تكون في.....
) وما تكون في شأن ( عمل من الأعمال، وجمعه : شؤون، قال الأخفش : يقول العرب ما شأنك شأنه، أي لمّا عملت على عمل ) وما تتلوا منه ( من الله ) من القرآن ( ثم خاطبه وأمته جميعاً فقال :) ولا تعملون من عمل إلاّ كنا عليكم شهوداً إذ تُفيضون فيه ( أي تأخذون وتدخلون فيه، والهاء عائدة على العمل، يقال : أفاض فلان في الحديث وفي القول إذا أبدع فيه.
قال الراعي :
وأفضن بعد كظومهن بجرة
من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
قال ابن عباس : تفيضون تفعلون، الحسن : تعملون، الأخفش : تكلمون، المؤرّخ : تكثرون، ابن زيد : تخرصون. ابن كيسان : تنشرون. يقال : حديث مستفيض، وقيل : تسعون.
وقال الضحاك : الهاء عائدة إلى القرآن أي تستمعون في القرآن من الكذب. قيل : من شهد شهود الحق قطعاً ذلك عن مشاهدة الأغيار أجمع ) وما يعزُب عن ربك ( قال ابن عباس : فلا يغيب، أبو روق : يبعد، وقال ابن كيسان يذهب.
وقرأ يحيى والأعمش والكسائي : يعزب بكسر الزاء وقرأ الباقون : بالضم وهما لغتان ( صحيحتان ) ) من مثقال ( من صلة معناه وما يعزب عن ربك مثقال ذرة أو وزن ذرة ( وهي النملة الحمراء الصغيرة )، يقول العرب :( خذ ) هذا، فإنهما أثقل مثقالا وأخفها مثقالا أي وزناً ) في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ( قرأ الحسن وابن أبي يحيى وحمزة برفع


الصفحة التالية
Icon