" صفحة رقم ١٥١ "
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُواْ إِنَّى مَعَكُمْ مِّنَ الْمُنْتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ( ٢
يونس :( ٩٨ ) فلولا كانت قرية.....
) فلولا ( أي فهلاّ، وكذلك هي في حرف عبد الله وأُبي، قال الشاعر :
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم
( بني ضوطري ) لولا الكميّ المقنعا
أي فهلاّ.
وقرأ في الآية :( فلا تكن قرية ) لأن في الاستفهام ضرباً من الجحد.
) آمنت ( عند معاينتها العذاب ) فنفعها إيمانها ( في وقت اليأس ) إلاّ قوم يونس ( فإنّهم نفعهم إيمانهم في ذلك الوقت لما علم من صدقهم. قال أهل النحو : قومَ منصوب على الاستثناء المنقطع، وإن شئت قلت من جنسها لأن القوم مستثنى من القرية، ومنجون من الهالكين، وتقديره : لكن قوم يونس كقول النابغة :
وقفت فيها أُصيلاناً أسائلها
أعيت جواباً وما بالربع من أحد
ألا الأواري لأياً ما أبينها
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
وفي يونس ست لغات، ضم النون، وقرأ (... ) بضمّ الياء لكثرة من قرأ بها، وقرأ طلحة والأعمش والحميري وعيسى بكسر النون، وعن بعضهم بفتح النون، وروى أبو قرظة الأنصاري عن العرب همزة مع الضمة والكسرة والفتحة.
) لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ( وهو وقت انقضاء آجالهم، قال بعضهم : إنّما نفعهم إيمانهم في وقت اليأس لأن آجالهم بقى منها بقية فنجوا لما بقي من آجالهم، فأما إيمان من انقضى أجله فغير نافع عند حضور العذاب.
وقصة الآية على ما ذكره عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير والسدّي ووهب وغيرهم أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل فأرسل الله إليهم يونس يدعوهم إلى الإسلام وترك ما هم عليه فدعاهم فأبوا، فقيل له : أخبرهم أن العذاب يجيئهم إلى ثلاث، فأخبرهم بذلك فقالوا : إنّا لم نجرِّب عليه كذباً فانظروا، فإن بات فيكم تلك الليلة فليس بشيء وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبحكم، فلمّا كان في جوف الليل خرج ماشياً من بين ظهرانيهم فلمّا أصبحوا تغشّاهم العذاب كما يغشي الثوب القصير إذا أدخل فيه صاحبه.


الصفحة التالية
Icon