" صفحة رقم ١٥٨ "
) إلاّ على الله رزقها ( غذاؤها وقوتها وهو المتكفّل بذلك فضلا لا وجوباً، وقال بعضهم :( على ) بمعنى ( من ) أي من الله رزقها، ويدل عليه قول مجاهد، قال : ما جاء من رزق فمن الله، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعاً، ولكن ما كان من رزق فمن الله.
) ويعلم مستقرّها ( أي مأواها الذي تأوي إليه وتستقر فيه ليلا ونهاراً، ) ومستودعها ( الموضع الذي تودع فيه أما بموتها أو دفنها، قال ابن عباس : مستقرها حيث تأوي، ومستودعها حيث تموت، مجاهد : مستقرها في الرحم ومستودعها في الصلب، عبد الله : مستقرها الرحم، ومستودعها المكان الذي تموت فيه، الربيع : مستقرها أيام حياتها، ومستودعها حيث تموت، ومن حيث تبعث.
وقيل : يعلم مستقرها في الجنة أو في النار، ومستودعها القبر، ويدلّ عليه قوله تعالى في وصف أهل الجنة والنار :) حسنت مستقراً ومقاماً ( و ) ساءت مستقرا ومقاما ( ) كلٌّ في كتاب مبين ( كل ذلك مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقها.
٢ ( ) وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّيإِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَائِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنُزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِى الاَْخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( ٢
هود :( ٧ ) وهو الذي خلق.....
) وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ( قبل أن يخلق السماوات والأرض وذلك الماء على متن الريح. وقال كعب : خلق الله ياقوتة حمراء لا نظير لها ( فنظر إليها بالهيبة ) فصارت ماء، ( يرتعد من مخافة الله تعالى ) ثمّ خلق الريح فجعل الماء ( على قشرة ) ثم وضع العرش على الماء. وقال ضمرة : إنّ الله تعالى كان عرشه على الماء ثم


الصفحة التالية
Icon