" صفحة رقم ١٧٥ "
) إنّ ربي على صراط مستقيم ( يقول : إنّ ربي على طريق الحق يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بمعصيته ولا يظلم أحداً غيّاً ولا يقبل إلاّ الإسلام، والقول فيه إضمار أنيّ : إنّ ربي يدلّ أو يحثّ أو يحملكم على صراط مستقيم.
هود :( ٥٧ ) فإن تولوا فقد.....
) فإن تولوا فقد أبلغتكم ( أي قل يا محمد : فقد أبلغتكم ) ما أُرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ( يوحّدونه ويعبدونه ) ولا تضرونه شيئاً ( بتولّيكم وإعراضكم وإنما تضرون أنفسكم، وقيل : معناها لا تقدرون له على خير إن أراد أن يضلكم، وقرأ عبدالله : ولا يضره هلاككم إذا أهلككم ولا تنقصونه شيئاً، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا.
) إن ربي على كل شيء حفيظ ( أي لكل شيء حافظ، على بمعنى اللام، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.
هود :( ٥٨ ) ولما جاء أمرنا.....
) ولما جاء أمرنا ( عذابنا ) نجينا هوداً والذين آمنوا معه ( وكانوا أربعة آلاف ) برحمة ( بنعمة ) منّا ونجيناهم من عذاب غليظ ( وقيل : الريح، قيل : أراد بالعذاب الغليظ عذاب القيامة أي كما نجّيناهم في الدنيا من العذاب كذلك نجّيناهم في الآخرة من العذاب.
هود :( ٥٩ ) وتلك عاد جحدوا.....
) وتلك عاد ( رده إلى القبيلة ) جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ( يعني هوداً وحده لأنه لم يُرسل إليهم من الرسل سوى هود، ونظيره قوله تعالى ) يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ( يعني النبي ( ﷺ ) وإنه لم يكن في عصره رسول سواه، وإنما جمع هاهنا لأن من كذّب رسولا واحداً فقد كذّب جميع الرسل.
) واتّبعوا أمر كلّ جبار عنيد ( متكبّر لا يقبل الحق ولا يذعن له، قال أبو عبيد : العنيد والعنود والعاند والمعاند : المعارض لك بالخلاف، ومنه قيل للعرق الذي يفجر دماً فلا يرقى : عاند قال الراجز :
إنّي كبيرٌ لا أطيقُ العندا
هود :( ٦٠ ) وأتبعوا في هذه.....
) وأُتبعوا ( ألحقوا وأردفوا ) في هذه الدنيا لعنة ( يعني بعداً وعذاباً وهلاكاً ) ويوم القيامة ( أي وفي يوم القيامة أيضاً كذلك لعنوا في الدنيا والآخرة ) ألا إنّ عاداً كفروا ربهم ( أي بربهم، كما يقال : شكرته وشكرت له، وكفرته وكفرت به ونصحته ونصحت له، قيل بمعنى : كفروا نعمة ربهم.
) ألا بُعداً لعاد قوم هود ( البُعد بعدان : أحدهما البُعد ضد القرب، يقال : بعد يبعد بُعداً، والآخر بمعنى الهلاك ويقال منه : بَعد يَبعد بَعداً وبُعْداً.