" صفحة رقم ١٧٨ "
) فما لبث ( فما أقام ومكث إبراهيم ) أن ( بمعنى حتى بإسقاط الخافض أي بأن ) جاء بعجل حنيذ ( قال ابن عباس : مشوي بالحجارة الحارة في خد من الأرض، قتادة ومجاهد : نضج بالحجارة وشوي، ابن عطية : شوي بعضه بحجارة، أبو عبيدة : كل ما أسخنته فقد حنذته فهو حنيذ ومحنوذ وأصل يحنذ أن إذا ألقيت عليها الجلال بعضها على بعض لتعرق.
هود :( ٧٠ ) فلما رأى أيديهم.....
) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ( أي للعجل ) نكرهم ( أي : أنكرهم، ويقال : نكرت الشيء وأنكرته بمعنى واحد. قال الأعشى :
وأنكرتني وما كان الذي نكرت
من الحوادث إلاّ الشيب والصلعا
فجمع المعنيين في وقت واحد.
) وأوجس منهم خيفة ( أضمر وأحسّ منهم خوفاً، وقال مقاتل : وقع في قلبه، الأخفش : خامر نفسه. الفرّاء : استشعر. الحسن : حدّث نفسه، وأصل الوجوس الدخول، وكان الخوف دخل قلبه. قتادة : وذلك أنهم كانوا إذا أتاهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يجئ لخير وأنّه يحدّث نفسه بشرّ.
) قالوا لا تخف ( يا إبراهيم فإنّا ملائكة الله ) إنا أرسلنا إلى قوم لوط ( قال الوالبي : لمّا عرف إبراهيم أنهم ملائكة خاف أنه وقومه المقصودون بالعذاب ؛ لأن الملائكة كانت تنزل إذ ذاك بالعذاب، نظير ما في الحجر ) ما تتنزل الملائكة إلاّ بالحق ( أي بالعذاب، قالت الملائكة : لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط لا إلى قومك.
هود :( ٧١ ) وامرأته قائمة فضحكت.....
) وامرأته ( سارة بنت هاران بن ناحور بن شاروع بن أرغوا بن فالغ وهي ابنة عم إبراهيم ) قائمة ( من وراء الستر تسمع كلام الملائكة وكلام إبراهيم، وقيل : كانت قائمة (...... ) الرسل وإبراهيم جالس معهم فهو كلام أوّلي، وقرأ ابن مسعود : وامرأته قائمة وهو جالس ) فضحكت (.
واختلفوا في العلة الجالبة للضحك، فقال السدي : لما قرب إليهم الطعام فلم يأكلوا خاف إبراهيم فظنهم لصوصاً، فقال لهم : ألا تأكلون ؟ فقالوا : يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاماً إلاّ بثمن، قال : فإن لهذا ثمناً، قالوا : وما ثمنه ؟ قال : تذكرون اسم الله على أوّله وتحمدون على آخره، فنظر جبريل إلى ميكائيل وقال : حق أن يتخذك خليلا، فلما رأى إبراهيم وسارة أيديهم لا تصل