" صفحة رقم ١٨١ "
وقال الراجز :
يوم عصيب يعصب الأبطالا
عصب القوي السلم الطوالا
وذلك أن لوطاً ( عليه السلام ) لم يكن يعلم أنهم رسل الله في تلك الحال، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفواحش فخاف عليهم، وعلم أنه سيحتاج إلى المدافعة عن أضيافه
قال قتادة والسدّي : خرجت الملائكة من عند إبراهيم عليه الصلاة والسلام نحو قرية لوط فأتوا لوطاً وهو في أرض يعمل فيها، وقد قال الله تعالى لهم : لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوطاً أربع شهادات، واستضافوه فانطلق معهم، فلمّا خشي عليهم، قال لهم : ما بلغكم، أمر هذه القرية ؟ قالوا : وما أمرهم ؟ قال : أشهد بالله إنها لشرّ قرية في الأرض عملا يقول، ذلك أربع مرات، فدخلوا معه منزله، ولم يعلم بذلك أحد إلاّ أهل بيت لوط، فخرجت امرأته فأخبرت قومها، وقالت : إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط.
هود :( ٧٨ ) وجاءه قومه يهرعون.....
) وجاءه قومه يُهرعون إليه ( قال ابن عباس وقتادة والسدّي : يُسرعون، ومجاهد : يهرولون، الضحاك : يسعون، ابن عيينة : كأنهم يُدفعون، شمر بن عطية : مشي بين الهرولة والجمزى، الحسن : مشي بين مشيتين، قال أهل اللغة : يقال : أهرع الرجل من برد وغضب أو أهرع إذا أرعد فهو مُهرع إذا كان معجلا مسرعاً، قال مُهلهل :
فجاءوا يهرعون وهم أُسارى
يقودهم على رغم الأنوفِ
وقال الراجز :
بمعجلات نحوه مهارع
) ومن قبل كانوا يعملون السيئات ( أي من قبل مجيء الرسل إلى لوط كانوا يأتون الرجال في أدبارهم، فقال لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان :) يا قوم هؤلاء بناتي هُنّ أطهر لكم ( واختلفوا في معنى قوله، قال محمد بن الفضل : يعني على شريعة الإسلام. وقال تميم : فلعلّ ذلك إلاّ إذا كان تزويجه بناته من الكفرة جائزاً كما زوج النبي ( ﷺ ) بنتيه من عتبة بن أبي لهب وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقال مجاهد وسعيد بن جبير : أراد بقوله بناتي : النساء، وكلّ نبي أبو أمّته. وقرأ بعض القراء ) النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ( وهو أب لهم، وقال بعضهم : كان لهم سيّدان مطاعان فأراد أن يزوجهما بنتيه، زعوراء وريثا.


الصفحة التالية
Icon