" صفحة رقم ١٩٨ "
فقال :( حرثان والطارق والذيال وذو النقاب وقابس ووثاب وعمودان والمصبح والفليق والضروح وذو الفرغ، رآها يوسف والشمس والقمر نزلن من السماء فسجدن له ) فقال اليهودي : إي والله إنها لأسماؤها.
قال ابن عباس : الشمس والقمر أبواه والكواكب إخوته الأحد عشر. وقال قتادة : الشمس أبوه والقمر خالته، وذلك أن أمه راحيل كانت قد ماتت، قال وهب : وكان يوسف رأى وهوابن سبع سنين، أن احدى عشرة عصاً طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدائرة وإذا عصا صغيرة ثبتت عليها حتى اقتلعتها وغلبتها فوصف ذلك لأبيه، فقال له : إياك أن تذكر هذا لإخوتك، ثم رأى وهو ابن اثني عشرة سنة أنّ أحد عشر كوكباً والشمس والقمر سجدن له فقصّها على أبيه فقال له :
يوسف :( ٥ ) قال يا بني.....
) لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ( فيبغوا لك الغوايل ويحتالوا في إهلاكك، لأنهم يعلمون تأويلها فيحسدونك ) إنّ الشيطان للإنسان عدو مبين (.
واختلف النحاة في وجه دخول اللام في قوله لك، فقال بعضهم : معناه فيكيدوك واللام صلة، كقوله ) لربهم يرهبون ( وقال آخرون : هو مثل قولهم : نصحتك ونصحت لك، وشكرتك وشكرت لك، وحمدتك وحمدت لك، وقصدتك وقصدت لك.
يوسف :( ٦ ) وكذلك يجتبيك ربك.....
) وكذلك يجتبيك ربّك ( كقوله :( يصطفيك ويختارك ) ليوسف ) ويعلّمك من تأويل الأحاديث ( تعبير الرؤيا وسمي تأويلا لأنه يؤوّل أمره إلى ما رأى في منامه ) ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم ( بالخلة وإنجائه من النار قال عكرمة : بأن نجّاه من الذبح وفداه بذبح عظيم. وقال الباقون : بإخراج يعقوب، والأسباط من صلبه.
) إن ربك عليم حكيم ( ولهذا قيل : العرق نزّاع والأصل لا يخطئ، فلمّا بلغت هذه الرؤيا إخوة يوسف حسدوه، قال ابن زيد : كانوا أنبياء، وقالوا : ما رضي أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه، فبغوه بالعداوة.
( ) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لاَِبِيهِ ياأَبتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ قَالَ يابُنَىَّ لاَ تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَكَذالِكَ