" صفحة رقم ٢٠ "
السقاية لاتنفعهم عند الله مع الشرك، وأن الإيمان بالله والجهاد مع نبيّه خير مما هم عليه.
الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرضي : نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة، وذلك أنهم أفتخروا فقال طلحة : إنّ البيت بيدي مفاتيحه ولو أشاء بتُّ فيه، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ولو أشاء بتُّ في المسجد، وقال علي ح : لا أدري ما تقولون لقد صلّيت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن سيرين ومرّة الهمداني عن ابن عباس أن علياً قال للعباس : ألا تهاجر وتلحق بالنبي ؟ فقال : ألست في أفضل من الهجرة ؟ ألست أسقي حاج بيت الله واعمر المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآية.
وعندما أُمروا بالهجرة قال العباس : أنا أسقي الحاج، وقال طلحة أخو بني عبد الدار : وأنا صاحب الكعبة فلا نهاجر.
والسقاية مصدر كالرعاية والحماية، قال الضحّاك : السقاية بضم السين وهي لغة.
وفي معنى الآية وجهان أحدهما أن يجعل الكلام مختصراً تقديره : أجعلتم سقاية وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله وجهاد من جاهد في سبيل الله، وهذا كما تقول : السخاء حاتم، والشعر زهير وقال الشاعر :
لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى
ولكنما الفتيان كل فتى ندي
والوجه الآخر أن يجعل العمارة والسقاية بمعنى العامر والساقي تقديره : أجعلتم ساقي الحاج وعامر المسجد الحرام كقوله هدىً للمتقين، يدلّ عليه قراءة عبدالله بن الزبير وأبي وجزة السعدي : أجعلتم سُقّاء الحاج وعُمّار المسجد الحرام على جمع الساقي والعامر ) لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ( قال الحسن : لما نزلت هذه الآية قال العباس : ما أراني إلا تارك سقايتنا، فقال رسول الله ( ﷺ ) أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيراً. وقال الحسن : وكانت السقاية نبيذ زبيب.
التوبة :( ٢٠ ) الذين آمنوا وهاجروا.....
) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ أعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ ( من الذين افتخروا بعمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج ) وَ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ( الناجون من النار
التوبة :( ٢١ ) يبشرهم ربهم برحمة.....
) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَة مِنْهُ وَرِضْوَان وَجَنَّات لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ( دائم
التوبة :( ٢٢ - ٢٣ ) خالدين فيها أبدا.....
) خَالِدِينَ فِيهَا أبَداً إن


الصفحة التالية
Icon