" صفحة رقم ٢٠٥ "
والسدي : حرام، لأن ثمن الحر حرام، عكرمة والشعبي : قليل، ابن حيان : زيف ) دراهم ( بدل من الثمن ) معدودة ( وذكر العدد عبارة عن القلة، أي باعوه بدراهم معدودة قليلة غير موزونة، ناقصة غير وافية، وقال قوم : إنما قال معدودة لأنهم كانوا في ذلك الزمان لا يزنون ما كان وزنه أقل من أربعين درهماً، إنما كان يعدونها عدّاً، فإذا بلغ أوقية وزنوه، لأن أقل أوزانهم وأصغرها يومئذ كان أوقية، والأوقية أربعون درهماً.
واختلف العلماء في مبلغ عدد الدراهم التي باعوه بها، فقال ابن مسعود وابن عباس وابن قتادة والسدّي : عشرون درهماً، فاقتسموها درهمين درهمين، مجاهد : اثنان وعشرون درهماً، عكرمة : أربعون درهماً.
) وكانوا ( يعني أخوة يوسف ) فيه ( في يوسف ) من الزاهدين ( لم يعلموا كرامته على الله ولا منزلته عنده.
ثم انطلق مالك بن ذعر وأصحابه بيوسف وتبعهم إخوته يقولون لهم : استوثقوا منه لا يأبق، فذهبوا حتى قدموا به مصر، فاشتراه قطفير، قاله ابن عباس، وقيل : اطفير بن روجيت وهو العزيز وكان على خزائن مصر.
وكان الملك يومئذ بمصر ونواحيها الريان بن الوليد بن ثروان بن ارامة بن فاون بن عمرو ابن عملاق بن لاود بن سام بن نوح، وقيل : إن هذا الملك لم يمت حتى آمن واتبع يوسف على دينه ثم مات ويوسف بعد حيّ، فملك بعده قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن اليبلواس بن فاران بن عمرو بن عملاق بن لاوي بن سام بن نوح وكان كافراً فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى أن يقبل.
قال ابن عباس : لما دخلوا مصر تلقى قطفير مالك بن ذعر فابتاع يوسف منه بعشرين ديناراً وزوج نعل وثوبين أبيضين، وقال ابن منبه : قدمت السيّارة بيوسف مصر ( فعرضوه ) للبيع فترافع الناس في ثمنه وتزايد حتى بلغ ثمنه وزنه مسكاً وورقاً فابتاعه قطفير بن مالك بهذا الثمن فذلك قوله تعالى
يوسف :( ٢١ ) وقال الذي اشتراه.....
) وقال الذي اشتراه من مصر (.
فإن قيل : كيف أثبت الشرى في قوله وشروه واشتراه ولم ينعقد عليه ؟ والجواب : إن الشراء هو المماثلة فلمّا ماثله بمال من عنده جاز أن يقال : اشتراه، على التوسع، كقوله تعالى :) إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ( الآية، فلمّا مرّ قطفير وأتى به منزله قال لامرأته واسمها راحيل بنت رعابيل، قاله محمد بن إسحاق بن يسار.
قال الثعلبي : وأخبرني ابن فنجويه قال : حدثنا ابن منبه، قال : حدثنا أبو حامد المستملي، حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال : اسم امرأة العزيز التي ضمّت يوسف زليخا بنت موسى