" صفحة رقم ٢٢٤ "
) ذلِكَ ( التوحيد والعلم ) مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وعلى الناسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُون ( فأراهما يوسف فطنته وعلمه ثمّ دعاهما إلى الإسلام، فأقبل عليهما وعلى أهل السجن وكان بين أيديهم أصناماً يعبودنها فقال إلزاماً للحُجّة
يوسف :( ٣٩ ) يا صاحبي السجن.....
) يَا صَاحِبَيِ السِجنِ ( جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه كقوله تعالى لسكّان الجنّة ) أصْحاب الجنّة ( ولسكّان النار :) أصحاب النار ( ) أأربابٌ مُتَفَرِّقُوْنَ ( آلهة شتى لا تنفع ولا تضرّ ) خَيرٌ أمِ اللهِ الواحد ( الذي لا ثاني له ) القَهّار ( قد قهر كلّ شيء، نظيرها، قوله :) الله خيرٌ أمَّا يُشرِكُوْن ( ثمّ بين الحجر والأصنام وضعفها فقال :
يوسف :( ٤٠ ) ما تعبدون من.....
) ما تَعْبُدُوْنَ مِن دُوْنِه ( أي ممّن دون الله، وإنّما قال ما تعبدون وقد ابتدأ الكلام بخطاب الإثنين لأنّه قصد به جميع من هو على مثل حالهما من الشرك، ) إلاّ أَسْماءً سَمّيتُموها ( وذلك تسميتهم أوثانهم آلهةً وأرباباً من غير أن تكون تلك التسمية حقيقة، ) أَنْتُم وآباؤكُم ما أنزلَ اللهُ بِها مِن سُلْطان ( حجّة وبرهان ) إنِ الحُكْمُ ( القضاء والأمر والنهي، ) إلاّ لله أمَرَ ألاّ تَعْبُدوا إلاّ إيّاه ( نظيره ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ( ) ذلك ( الذي دعوتكم إليه من التوحيد وترك الشرك، ) الديّنُ القيّم ( المُستقيم، ) ولكنّ أكثَرَ الناسِ لا يعلمون (.
يوسف :( ٤١ ) يا صاحبي السجن.....
ثمّ فسّر رؤياهما فقال :) يا صاحِبَيِ السِجْنِ أمّا أحدكما ( وهو الساقي، ) فيسقي رَبّه ( سيّده يعني الملك ) خَمْرَاً ( وأمّا العناقيد الثلاثة التي رآها فإنّها ثلاثة أيّام، يبقى في السجن ثمّ يُخرجه الملك ويكون على ما كان عليه، ) وأمّا الآخَرُ فَيُصْلَب ( وأمّا السلال الثلاث التي رآها فإنّها ثلاثة أيّام، يبقى في السجن ثمّ يخرجه الملك ( في ) اليوم الرابع فيصلبه، فتأكل الطير من رأسه.
قال ابن مسعود : لمّا سمعا قول يوسف قالا : ما رأينا شيئاً إنّما كنا نلعب، فقال يوسف ( عليه السلام ) :) قُضِيَ الأمرُ الذي فِيْه تَسْتَفْتِيان ( أي فُرغ من الأمر الذي عنه تسألان، ووجب حكم الله عليكما بالذي أخبرتكما به.
معلّى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال : سمعتُ النبي ( ﷺ ) يقول :( إنّ الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعبر فإذا عُبِّرت وقعت، وإنّ الرؤيا جزء من ستة و أربعين جزءً من النبوة، فأحسبه قال : لا تقصّه إلاّ على ذي رأي ).
وأخبرنا عبدالله بن حامد عن إسماعيل بن محمد عن الحسن بن علي بن عفان عن ابن نمير