" صفحة رقم ٢٢٧ "
أمِهتُ وكنت لا أنسى حديثاً
كذاك الدّهر يودي بالعقول
وقرأ مجاهد : أمْه، بسكون الميم وفتح الألف وهاء لخالصة، وهو مثل الأمه أيضاً وهما لغتان ومعناهما النسيان، ) أنا أنُبِّئَكُم بِتأوِيْلِهِ ( : أخبركم بتفسيره وما ترون ) فأرْسِلون ( : فأطلقوني، وأذنوا لي أمضي وأتكم بتأويله وفي الآية أختصار تقديرها فأرسلون، فأتي السجن، قال ابن عباس لم يكن السجن في المدينة ) فقال }
يوسف :( ٤٦ ) يوسف أيها الصديق.....
) يوسف ( يعني يا يوسف، ) أيّها الصدّيق ( : فيما عبّرت لنا من الرؤيا والصدّيق الكثير الصديق ولذلك سُمّي أبو بكر صدّيقاً، وفعيّل للمبالغة والكثرة مثل الفسيّق والضليل والشريب والخمير ونحوها.
) أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَرَات سِمَان ( : الآية فإنّ الملك رأى هذه الرؤيا.
) لَعَلِّي أَرْجِعُ إلى الناسِ ( أهل مصر، ) لعلّهم يَعْلَمُون (، تأويلها، وقيل : لعلّهم يعلمون فضلك وعلمك، فقال لهم يوسف مُعلّماً ومعبّراً : أمّا البقرات السمان والسنبلات الخضر فسبع سنين مخصبات، والبقرات العجاف والسنبلات اليابسات السنون المهولة المجدبة،
يوسف :( ٤٧ ) قال تزرعون سبع.....
وذلك قوله تعالى :) تَزْرَعُونَ سبعَ سِنِيْنَ دَأَبَاً ( أي كعادتكم، وقال : بعضهم أراد بجدَ و واجتهاد وقرأ بعضهم دأباً بفتح الهمزة وهما لغتان، يقال دبت في الأمر أدأب دأباً ودأَبَاً إذا اجتهد، قال الفرّاء : وكذلك كلّ حرف فُتح أوّله وسكن ثانية فتثقيله جائز إذ كان ثانيه همزة أو عيناً أوحاء أو خاء أو هاء.
) فمَا حَصَدْتُم فَذَرُوْهُ فِي سُنْبُلِهِ ( في ( بذره ) ) إلاّ قَليلا ممّا تأكُلون ( وإنّما أشار عليهم بذلك بذلك ليبقى ولا يفسد،
يوسف :( ٤٨ ) ثم يأتي من.....
) ثُمّ يأتِي بَعْدَ ذِلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ ( يعني سبع سنين جدد بالقحط ) يأكُلْنَ ما قدّمْتُمْ لَهُنّ ( يعني يُؤكل، فيهنّ ما أعددتم لهنّ من الطعام في السنين الخصبة، وهذا كقول القائل :
نهارك يا مغرور سهوٌ وغفلة
وليلك نومٌ والردى لك لازمُ
والنهار لا يسهو والليل لا ينام، وإنّما يُسهى في النهار ويُنام في الليل. ) إلاّ قليلا ممّا تُحصنون ( أي : تخزنون وخزنون وتدّخرون.
يوسف :( ٤٩ ) ثم يأتي من.....
) ثمّ يأتِي بَعْدَ ذلِكَ عامٌ ( وهذا خبر من يوسف ( عليه السلام ) عمّا لم يكن في رؤيا الملك، ولكنّه من علم الغيب الذي آتاه الله عزَّ وجلَّ، كما قال قتادة : زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها، فقال :) ثُمّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ عَامٌ فِيْهِ يُغاثُ الناس ( أي يمطرون بالغيث وهو المطر، وقيل : يُغاثون، من قول العرب استغثتُ بفلان وأغاثني، ) وفيهِ يَعْصِرُون ( قرأ أهل الكوفة إلاّ


الصفحة التالية
Icon