" صفحة رقم ٢٥٦ "
أي امنعها من الفساد، ولذلك يقال : اللوم تفنيد، قال الشاعر :
يا صاحبيَّ دعا لومي وتفنيدي
فليس ما فات من أمر بمردود
وقال جرير بن عطية :
يا عاذليّ دعا الملامَ وأقصرا
طال الهوى وأطلتُما التفنيدا
وقال آخر :
أهلكتني باللومِ والتفنيد
والفند : الخطأ في الكلام والرأي ويقال :
أفند فلاناً الدهر إذا أفسده، ومنه قول ابن مُقبل :
دَعْ الدهر يفعل ما أراد فإنّه
إذا كُلّف الافناد بالناس أفندا
يوسف :( ٩٥ ) قالوا تالله إنك.....
) قَالُوا ( يعني أولاد أولاده ) تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِك ( خطأك ) الْقَدِيم ( من حبّك يوسف لا تنساه،
يوسف :( ٩٦ ) فلما أن جاء.....
) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِير ( المُبشّر برسالة يوسف، قال ابن عباس : البريد يهوذا بن يعقوب، ابن مسعود : جاء البشير من بين يدي العِير قال السدّي : قال يهوذا : أنا ذهبتُ بالقميص مُلطّخاً بالدم إلى يعقوب وأخبرته أنّ يوسف أكله الذئب، وأنا أذهب اليوم بالقميص وأخبره أنّه حيّ وأفرحه كما أحزنته، قال ابن عباس : حمله يهوذا دونهم، وخرج حاسراً حافياً وجعل يعدو حتى أتى أباه، وكان معه سبعة أرغفة لم يستوف أكلها، وكانت المسافة ثمانين فرسخاً، وروى الضحّاك عن ابن عباس، قال : البشير مالك بن ذعر من أهل مدين.
) أَلْقَاه ( يعني ألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب، ) فَارْتَدَّ بَصِيراً ( : فعاد بصيراً بعد ما كان عمي.
عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبي عبدالله السلمي : قال سمعتُ يحيى بن مسلم عمّن ذكره قال : كان يعقوب أكرم أهل الأرض على ملك الموت، وإنّ ملك الموت استأذن ربّه في أن يأتي يعقوب فأذن له فجاءه فقال يعقوب : يا ملك الموت أسألك بالذي خلقك، هل أخذت نفس يوسف فيمن قبضت من النفوس ؟ قال : لا، قال مَلك الموت : يا يعقوب ألا أُعَلِّمك دُعاءً ؟ قال : بلى، قال : قُل : يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يُحصيه غيرك، قال : فدعا به يعقوب في تلك الليلة فلم يطلع الفجر حتى طرح القميص على وجهه فارتدّ بصيراً، قال الضحّاك : رجع إليه