" صفحة رقم ٢٦٢ "
يوسف :( ١٠٢ ) ذلك من أنباء.....
) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ( والخطاب لرسول الله ( ﷺ ) ) وَمَا كُنتَ لَدَيْهِم ( وما كنت يا محمّد عند أولاد يعقوب ) إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُم ( أي تعاهدوا على إلقاء يوسف في غيابة الجُب، ) وَهُمْ يَمْكُرُون ( بيوسف،
يوسف :( ١٠٣ ) وما أكثر الناس.....
) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ ( على إيمانهم ) بِمُؤْمِنِين }
يوسف :( ١٠٤ ) وما تسألهم عليه.....
) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْه ( أي على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله ) مِنْ أَجْر ( : جعل و جزاء ) إِنْ هُوَ ( يعني القرآن والوحي ) إِلاَّ ذِكْر ( : عِظة وتذكير ) لِلْعَالَمِين }
يوسف :( ١٠٥ ) وكأين من آية.....
) وَكَأَيِّن مِنْ آيَة ( وكم قول فيه عِظة وعبرة ودلالة ) فِي السَّمَوَاتِ وَالاْرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون ( لا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها.
الحرث بن قدّامة عن عكرمة أنّه قرأ : والأرضُ يمرون عليها رفعاً، عن محمّد بن عمر قال : سمعت عمرو بن وائل يقرأ :) وكأيّن من آية في السماوات ( قطعاً، ) والأرضُ يمروّن عليها ( رفعاً، أبو حمزة الثمالي عن السدي : أنّه قرأ والأرضَ يمرون عليها نصباً، وقرأ : يمرون على الأرض، وعن ابن مجاهد قال : حدّثنا إسحاق الحربي أبو حذيفة، حدّثنا سفيان قال : وقرأ عبدالله :) وكأيّن من آية في السماوات والأض يمشون عليها (.
يوسف :( ١٠٦ ) وما يؤمن أكثرهم.....
) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون ( عكرمة في قول الله تعالى :) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون ( قال : من إيمانهم إذا سُئِلوا : من خلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله، وإذا سُئِلوا مَن نزّل القطر ؟ قالوا : الله، ثمّ هُم يُشركون، وروى جابر عن عكرمة وعامر، في قوله تعالى :) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون ( قالا : يؤمنون بالله أنّه ربّهم وهو خالقهم ويشركون مَن دونه، وهذا قول أكثر المفسّرين.
وروى بن جبير عن الضحّاك عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في تلبية مشركي العرب وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبيّك لا شريك لك إلاّ شريك هو لك، تملكه وما ملك، وكان فيها يخزونك من تلبي : فأجب يا الله لولا أن بكراً دونك بني غطفان وهم يلونك، ينزل الناس ويخزونك، ما زال منا غنجاً يأتونك، وكانت تلبية حرمهم : خرجنا عبادك الناس طرف وهم تلادك، وهم قديماً عمّروا بلادك، وقد تعادوا فيك من يعادك، وكانت تلبية قريش :( اللهمّ لبيّك، لا شريك لك إلاّ شريكاً هو لك تملكه وما ملك )، وكانت تلبية حمدان و غسان وقضاعة وجذام وتلقين وبهرا : نحن عبادك اليماني إنّا نحجّ ثاني ( على الطريق الناجي نحن نعادي ) جئنا إليك حادي. فأنزل الله ) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون ( يعني في التلبية.
وقال : لمّا سمع المشركون ما قبل هذه الآية من الآيات قالوا : فإنّا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء ولكنّا نزعم أنّ له شريكاً، فأنزل الله تعالى هذه الآية.


الصفحة التالية
Icon