" صفحة رقم ٢٨١ "
وأنشد أبو عبيدة للأعشى :
فرع نبع يهتز في غصن المج
د غزير الندي شديد المحال
وقال الآخر :
ولبس بين أقوام كلّ
أعد له الشغازب والمحالا
الرعد :( ١٤ ) له دعوة الحق.....
) له ( لله عزّ وجلّ ) دعوة الحق ( الصدق وأضيفت الدعوة إلى الحق لاختلاف الإسمين وقد مضت هذه المسألة.
قال علي ( ح ) : دعوة الحق التوحيد.
ابن عباس ( ح ) : شهادة أن لا إله إلاّ الله.
) والذين يدعون من دونه ( يعني المشركين الذين يعبدون الأصنام من دون الله ) لا يستجيبون لهم بشيء ( يريدونه منهم من نفع أو دفع ) إلاّ كباسط كفيه إلى الماء ( إلاّ كما ينفع باسط كفيه إلى الماء من العطش يبسطه إياهما إليه يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبداً.
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : هذا مثل لمشرك عبد مع الله غيره، فمثله كمثل الرجل العطشان الذي نظر إلى خياله في الماء من بعيد فتصور أن يتناوله فلا يقدر عليه، عطية عنه يقول : مثل الأوثان التي يعبدون من دون الله كمثل رجل قد بلغه العطش حتى كربه الموت وكفاه في الماء وقد وضعهم الا يبلغان تناوله.
الضحاك عنه يقول : كما أنّ العطشان إذا يبسط كفيه إلى الماء لا ينفعه ما لم يحفظهما ويروي بهما الماء ولا يبلغ الماء فاه مادام باسط كفيه إلى الماء ليقبض على الماء ؛ لأن القابض على الماء لا شيء في يده.
قال ضاني بن الحرث المزني :
فإني وأيّاكم وشوقاً إليكم
كقابض ماء لم تسقه أنامله
وقال الشاعر :
وأصبحت مما كان بيني وبينها
من الود مثل القابض الماء باليد
) وما دعاء الكافرين ( أصنامهم ) إلاّ في ضلال ( يضل عنهم إذا أحتاجوا إليه


الصفحة التالية
Icon