" صفحة رقم ٢٩٤ "
) أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا ( من كفرهم وأعمالهم الخبيثة ) قارعة ( داهية ومصيبة وشديدة تقرعهم من أنواع البلاء والعذاب أحياناً بالجدب وأحياناً بالسلب وأحياناً بالقتل وأحياناً بالأسر.
وقال ابن عباس : أراد بالقارعة السرايا التي كان رسول الله ( ﷺ ) يبعثهم إليها ) أو تحل ( أي تنزل أنت يا محمد بنفسك ) قريباً من دارهم (.
وقال قتادة : هي تاء التأنيث يعني وتحل القارعة قريباً من دارهم ) حتى يأتي وعد الله ( الفتح والنصر وظهور رسول الله ( ﷺ ) ودينه، وقيل يعني القيامة ) إنّ الله لا يخلف الميعاد }
الرعد :( ٣٢ ) ولقد استهزئ برسل.....
) ولقد استهزىء برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ( أصلهم واطلب لهم ومنه الملاوة والملوان ويقال طبت حيناً، ) ثم أخذتهم ( عاقبتهم ) فكيف كان عقاب }
الرعد :( ٣٣ ) أفمن هو قائم.....
) أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ( أي حافظها ورازقها وعالم بها ومجاز بها ما عملت، وجوابه محذوف تقديره : كمن هو هالك بائدلا يسمع ولا يبصر ولا يفهم شيئاً ولا يدفع عن نفسه، نظيره قوله تعالى :) أم من هو قانت آناء الليل ( يعني كمن ليس بقانت ) وجعلوا لله شركاء قل سموهم ( بيّنوا أسماءهم ثم قال :) أم تنبؤونه ( يعني يخبرون الله ) بما لا يعلم في الأرض ( فإنه لم يعلم لنفسه شريكاً ولا في الأرض إلهاً غيره ) أم بظاهر ( يعني بظاهر من القول مسموع وهو في الحقيقة باطل لا أصل له ولا باطل صالح ولا حاصل وكان أُستاذنا أبو الاقسم الحبيبي يقول : معنى الآية عندي : قل لهم أتنبئون الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر من القول يعلمه ؟ فإن قالوا بباطن لا يعلمه أحالوا، وإن قالوا : بظاهر يعلمه قل لهم سموهم، وبينوا من هم، فإن الله لا يعلم لنفسه شريكاً، ثم قال :) بل زين للذين كفروا مكرهم ( كيدهم.
قال مجاهد : قولهم يعني شركهم وكذبهم على الله.
) وصدوا عن السبيل ( وصرفوا عن الدين والطريق المستقيم.
قرأ أهل الكوفة : بضم الصاد واختاره أبو عبيد بأنه قراءة أهل السنة : وفيه إثبات القدر.
وقرأ الباقون : بالفتح، واختاره أبو حاتم اعتباراً بقوله ) إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله ( وقوله ) وصدوكم عن المسجد الحرام ( وقوله ) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ( ) ومن يضلل الله ( يعني إياه ) فما له من هاد ( موفق
الرعد :( ٣٤ ) لهم عذاب في.....
) لهم عذاب في الحياة الدنيا (


الصفحة التالية
Icon