" صفحة رقم ٣٥٥ "
وقوله :) لنسألنهم ( يعني المؤمنين، بيانه قوله :) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ( وقوله ( ﷺ ) ( إن الاسلام يجبّ ما قبله ).
الحجر :( ٩٤ ) فاصدع بما تؤمر.....
) فَاصْدَعْ (.
قال ابن عبّاس : أظهر. الوالبي عنه : فاقض.
عطية عنه : افعل. الضحاك : اعلم، الأخفش : افرق، المؤرّج : افصل، سيبويه : اقض.
) بِمَا تُؤْمَرُ ( يعني بأمرنا ( ما ) المصدر.
وأصل الصدع : الفصل والفرق.
قال ذؤيب يصف الحمار والأتن :
وكأنهن ربابة وكأنه
يسر يفيض على القداح ويصدع
( وقيل ) : أمر رسول الله ( ﷺ ) بإضهار الدعوة.
روى موسى عن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة قال : مازال النبي ( ﷺ ) مستخفياً حتّى نزلت ) فأصدع بما تؤمر ( فخرج هو وأصحابه.
وقال مجاهد : أراد الجهر بالقرآن في الصلاة.
) وَأعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ ( لا تبال بهم
الحجر :( ٩٥ ) إنا كفيناك المستهزئين
) إنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ (.
يقول الله جل ثناؤه لنبيه ( ﷺ ) فاصدع بأمر الله ولا تخف شيئاً سوى الله فإن الله كافيك من عاداك وآذاك كما كفاك المستهزئين وهم من قريش ورؤسائهم خمسة نفر : الوليد بن المغيرة، و عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكان رأسهم، والعاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سعيد بن سهم، والأسود بن المطلب بن الحرث بن ( أسد ) بن عبد العزى أبو زمعة وكان رسول الله ( ﷺ ) قد دعا عليه فقال :( اللهم أعم بصره وأثكله بولده ) والأسود بن عبد يغوث بن وهب ابن عبد مناف بن زهرة، والحرث بن قيس بن الطلاطلة فإنه عيطل.
فأتى جبرئيل محمداً ( ﷺ ) والمستهزئون يطوفون بالبيت، فقام جبرئيل وقام رسول الله ( ﷺ ) إلى جنبه فمرّ به الوليد بن المغيرة، فقال جبرئيل : يا محمّد كيف تجد هذا، قال : بئس عبد الله