" صفحة رقم ٥١ "
عُدَّةً ( وهي المتاع والكراع ) وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ ( لم يرد الله ) انْبِعَاثَهُمْ ( ( خروجهم ) ) فَثَبَّطَهُمْ ( فمنعهم وحبسهم ) وَقِيلَ اقْعُدُوا ( في بيوتكم ) مَعَ القَاعِدِينَ ( يعني المرضى والزمنى، وقيل : النساء والصبيان.
التوبة :( ٤٧ ) لو خرجوا فيكم.....
) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ( الآية، وذلك أن رسول الله ( ﷺ ) أمر الناس بالجهاد لغزوة تبوك، فلمّا خرج رسول الله ( ﷺ ) هو وعسكره على ثنيّة الوداع، ولم يكن بأقلّ العسكرين، فلمّا سار رسول الله ( ﷺ ) خلف عنه عبد الله بن أُبيّ فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب، فأنزل الله تعالى ( يعزي ) نبيه ( ﷺ ) لو خرجوا فيكم يعني المنافقين ) مَا زَادُوكُمْ إلاَّ خَبَالا ( فساداً، وقال الكلبي : شرّاً وقيل : غدراً ومكرا ) وَلأوْضَعُوا خِلالَكُمْ ( يعني ولأوضعوا ركابهم بينكم، يقال : وضعت الناقة تضع وضعاً ووضوعاً إذا أسرعت السير، وأوضعها أيضاعاً أي جدّ بها فأسرع، قال الراجز :
يا ليتني فيها جذع
أخبّ فيها وأضعْ
وقال : أقصرْ فإنك طالما
أوضعت في إعجالها
قال محمد بن إسحاق يعني : أسرع الفرار في أوساطكم وأصل الخلال من الخلل وهو الفرجة بين الشيئين وبين القوم في الصفوف وغيرها، ومنه قول النبي ( ﷺ ) ( تراصّوا في الصفوف لايخللكم الشيطان كأولاد الحذف ).
) يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ ( أي يبغون لكم، يقول : يطلبون لكم ماتفتنون به، يقولون : لقد جمع ( العدو ) لكم فعل وفعل، يخبلونكم.
وقال الكلبي : يبغونكم الفتنة يعني الغيب والسر، وقال الضحاك : يعني الكفر، يقال فيه : بغيته أبغيه بغاء إذا التمسته بمعنى بغيت له، ومثله عكمتك إن عكمت لك فيها، وإذا أرادوا أعنتك عليه قالوا : أبغيتك وأحلبتك وأعمكمتك.
) وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ( قال مجاهد وابن زيد بينكم عيون لهم عليكم ( يوصلون ) مايسمعون منكم، وقال قتادة وابن يسار : وفيكم من يسمع كلامهم ويطبعهم ) وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
التوبة :( ٤٨ ) لقد ابتغوا الفتنة.....
) لَقَدْ ابْتَغَوِا الفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ( أي عملوا بها لصد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر بتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم، كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه ) وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ ( أجالوا فيك وفي إبطال دينك الرأي بالتخذيل عنك وتشتّت أصحابك