" صفحة رقم ٦٣ "
وقال محمد بن إسحاق عن يسار وغيرة نزلت في رجل من المنافقين يقال له : نهشل بن الحرث، وكان حاسر الرأس أحمر العينين أسفح الخدين مشوّه الخلقة، وهو الذي قال النبي ( ﷺ ) ( من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نهشل بن الحرث )، وكان ينمّ حديث النبي ( ﷺ ) إلى المنافقين فقيل له : لا تفعل، فقال : إنما محمد أذن، من حدّثه شيئاً يقبل، نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له ويصدقنا عليه، فأنزل :) الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن ( يسمع من كل واحد ويقبل ما يقال له ومثله أذنة على وزن فعلة ويستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع، وأصله : أذن يأذن أذناً إذا استمع، ومنه قول النبي ( ﷺ ) ما اذن الله لشيء كأذنه لنبي بمعنى القرآن، وقال عدي بن زيد :
أيها القلب تعلل بددن
إن همي في سماع وأَذَن
وقال الأعشى :
صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذُكرتُ به
وإن ذُكرتُ بشرَ عندهم أذنوا
وكان أُستاذنا أبو القاسم الجبيبي يحكي عن أبي زكريا العنبري عن ابن العباس الازهري عن أبي حاتم السجستاني أنّه قال : هو أذن أي ذو أذن سامعة.
) قُلْ أُذُنُ خَيْر لَكُمْ ( قراءة العامة بالإضافة أي أذن خير لا أذن شرّ، وقرأ الحسن والأشهب العقيلي : والأعمش والبرجمي : أذن خير لكم مرفوعاً من المنافقين ومعناه : إنْ كان محمداً كما تزعمون بأن يسمع منكم ويصدقكم خير لكم من أن يكذبكم ولا يقبل قولكم.
ثم كذّبهم فقال ) يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ( يعلمهم، وقيل : يقال أمنتك وأمنت لك بمعنى صدقتك كقوله :) الذين هم بآيات ربهم يؤمنون ( أي (............ ) ربهم ) وَرَحْمَةٌ ( قرأ الحسن وطلحة والأعمش وحمزة :( ورحمة ) عطفاً على معنى أُذن خير وأُذن شر في قول عبد الله وأُبي، وقرأ الباقون :( ورحمة ) بالرفع أي : هو أُذن خير، وهو رحمة، جعل الله تعالى محمداً ( ﷺ ) مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ }
التوبة :( ٦٢ ) يحلفون بالله لكم.....
) يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ ( قال قتادة والسدّي :( اجتمع نفر ) من المنافقين منهم جلاس بن سويد وذريعة بن ثابت فوقعوا في النبي ( ﷺ )