" صفحة رقم ٦٦ "
وقيل : معناه إن يتب على طائفة منكم فيعفو الله عنهم ليعذب طائفة بترك التوبة ) بِأ نَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }
التوبة :( ٦٧ ) المنافقون والمنافقات بعضهم.....
) المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْض ( أي شكل بعض وعلى دين بعض، يعني إنهم صنف واحد وعلى أمر واحد، ثم ذكر أمرهم فقال ) يَأمُرُونَ بِالمُنْكَرِ ( بالكفر والمعصية ) وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ ( عن الإيمان والطاعة ) وَيَقْبِضُونَ أيْدِيَهُمْ ( يمسكونها ويكفّونها عن الصدقة والنفقة في الحق ولايبسطونها بالخير، وأصله : إنّ المعطي يمد يده ويبسطها بالخير، فقيل : لمن بخل ومنع قد قبض يده، ومنه قوله :) وقالت اليهود يد الله مغلولة ( أي ممسكة عن النفقة.
) نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ( تركوا طاعة الله فتركهم الله من توفيقه وهدايته في الدنيا ومن رحمته المنجية من عذابه وناره في العقبى ) إنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ }
التوبة :( ٦٨ ) وعد الله المنافقين.....
) وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ ( كافيتهم عذاباً وجزاءً على كفرهم ) وَلَعَنَهُمُ اللهُ ( طردهم وأبعدهم من رحمته ولهم عذاب مقيم
التوبة :( ٦٩ ) كالذين من قبلكم.....
) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ( يعني فعلتم كفعل الذين كانوا من قبلكم ولُعنتم وعُذّبتم كما لعن الذين كانوا من قبلكم من كفار الأُمم الخالية ) كَانُوا أشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً ( بطشاً ومنعة ) وَأكْثَرَ أمْوَالا وَأوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا ( وتمتعوا وانتفعوا ) بِخَلاقِهِمْ ( بنصيبهم من الدنيا ورضوا به عوضاً من الآخرة.
قال أبو هريرة : الخلاق : الدين ) فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ ( في الباطل والكذب على الله وتكذيب رسله والاستهزاء بالمؤمنين ) كَالَّذِي خَاضُوا ( أراد كالذين خاضوا وذلك أن ( الذي ) اسم ناقص مثل ( ما ) و ( من ) يعبّر بها عن الواحد والجميع نظير قوله :) مثله كمثل الذي استوقد ( ثم قال :) ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات ( قال الشاعر :
وإنّ الذي حانت بفلج دماؤهم
هم القوم كل القوم يا أم خالد
وأن شئت جعلت ( الذي ) إشارة إلى ضمير، وقوله : خضتم كالخوض الذي خاضوا فيه إلى قوله الخاسرون.
روى أبو هريرة عن النبي ( ﷺ ) لتأخذن كما أخذت الامم من قبلكم ذراعاً بذراع وشبراً بشبر وباعاً بباع، حتى لو أن أحد من ثمّ أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه، قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم ) كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة ( الآية، قالوا : يارسول الله كما صنعت


الصفحة التالية
Icon